وأخـسرت أخـراك كيما تنال * يـسير الحطـام مـن الأجـزل
وأصبحـت بالناس حتى استقام * لك المـلك مـن مـلك محـول
وكنت كمقـتنص في الشراك[1] * تـذود الظـماء عـن المـنهل
كأنك أنسـيت ليـل الهـريـر * بصفين مـع هـولهـا المهـول
وقد بـت تـذرق ذرق النـعـام * حـذارا مـن البطـل المقـبـل
وحـين أزاح جـيوش الضـلال * وافـاك كـالأسد المـبـسـل
وقـد ضاق منـك عليك الخناق * وصـار بـك الرحب كالفلفل[2]
وقـولك: يا عمرو ؟ أين المفر * مـن الفـارس القسور المسبل؟
عسى حيلـة منـك عـن ثنيه * فـإن فـؤدادي فـي عـسعـل
وشـاطرتـني كلما يستـقـيم * مـن الملك دهـرك لـم يـكمل
فقمت عـلى عجلتي رافـعـا * وأكـشف عـن سوأتي أذيـلـي
فستـر عـن وجهه وانـثـنى * حـياء وروعـك لـم يـعـقـل
وأنـت لخـوفك مـن بـأسه * هـناك مـلأت مـن الأفـكل[3]
ولمـا ملـكت حمـاة الأنـام * ونـالـت عـصـاك يـد الأول
منحـت لغـيري وزن الجـبال * ولـم تعـطني زنـة الـخـردل
وأنـحلت مصرا لعبد الملك[4] * وأنـت عـن الغـي لـم تعـدل
وإن كنت تـطـمع فيها فـقد * تخـلى الـقطا مـن يـد الأجـدل
وإن لم تسامـح إلـى ردهـا * فـإنـي لحـوبكم مصـطـلـي
بخـيل جـياد وشـم الأنـوف * وبـالـمـرهـفات وبـالـذبـل
وأكشـف عـنك حجاب الغرور * وأيقـظ نـائـمـة الأثـكـل
فرإنك مـن إمـرة المـؤمنين * ودعـوى الخـلافة فـي معـزل
ومـالـك فـيهـا ولا ذرة * ولا لـجـدودك بـالأول
[1] أقتنص الطير أو الظبي : اصطاده .
[2] الفلفل : القرب بين الخطوات .
[3] الأفكل : الرعدة من الخوف .
[4] عبد الملك بن مروان والد الخلفاء الأمويين .