وسيرت جيش نفـاق العـراق * كسير الجـنـوب مع الشمأل
وسـيرت ذكـرك في الخافقين * كـسير الحـمير مـع المحمل
وجهلـك بـي يا بن آكلة الكبود * لأعـظـم مـا أبـتـلـي
فـلولا مـوازرتي لـم تـطع * ولـولا وجـودي لـم تـقـبل
ولـولاي كـنت كمثـل النساء * تعـاف الخـروج مـن المنزل
نصـرناك مـن جهلنا يا بن هند * عـلى النـبأ الأعـظم الأفضل
وحـيث رفعـناك فوق الرؤوس * نـزلنا إلـى أسفـل الأسـفل
وكـم قـد سمعنا من المصطفى * وصايـا مخـصصة فـي علي؟
وفـي يـوم " خم " رقى منبرا * يـبلغ والـركب لـم يـرحـل
وفي كـفه كفـه معـلـنـا * يـنادي بـأمر العـزيز العـلي
ألست بكم منكـم فـي النفوس * بـأولى ؟ فـقالوا : بلى فافعل
فأنحله إمـرة المـؤمنـيـن * من الله مستخـلـف المنحـل
وقـال : فـمن كنـت مولى له * فهـذا له الـيوم نعـم الـولي
فـوال مواليـه يـا ذا الجلال * وعـاد معـادي أخ المـرسـل
ولا تنـقـضوا العهد من عترتي * فـقـاطعهم بـي لـم يـوصل
فبخـبخ شيـخـك لمـا رأى * عـرى عـقـد حـيدر لم تحلل
فـقال : ولـيكم فاحفـظـوه * فـمدخـله فـيكم مـدخـلي
وإنـا ومـا كان من فعـلـنا * لـفي النار فـي الدرك الأسفل
ومـا دم عـثمان منـج لـنا * مـن الله فـي الموقف المخجل
وإن عـليا غـدا خـصمـنا * ويعـتـز بـالله والمرسـل [2]
يحـاسبنا عـن أمـور جرت * ونحـن عـن الحـق في معزل
فما عـذرنا يوما كشف الغطا ؟ * لك الويـل منـه غـدا ثـم لي
إلا يـا بن هـند أبعـت الجنان * بعـهـد عـهـدت ولم توف لي
[1] في بعض النسخ : وبلغ والصحب لم ترحل .
[2] في رواية الخطيب التبريزي : سيحتج بالله والمرسل .