وكان أمير المؤمنين يخبر بذلك كله ويقول : أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن [1] يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه ولن تقتلوه، ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني . (نهج البلاغة) .
ونحن لو بسطنا القول في المقام لخرج الكتاب عن وضعه إذ صحايف تاريخ معاوية السوداء ومن لف لفه من بني أمية إنما تعد بالآلاف لا بالعشرات والمئات .
* (الصلح بين قيس ومعاوية) *:
أمرت شرطة الخميس قيس بن سعد على أنفسهم (وكان يعرف بصاحب شرطة الخميس كما في الكشي ص 72) وتعاهد هو معهم على قتال معاوية حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم وما أصابوا في الفتنة، فأرسل معاوية إلى قيس يقول : على طاعة من تقاتل ؟ وقد بايعني الذي أعطيته طاعتك .
فأبى قيس أن يلين له حتى أرسل إليه معاوية بسجل قد ختم عليه في أسفله وقال : اكتب في هذا ما شئت فهو لك .
فقال عمرو بن العاص لمعاوية : لا تعطه هذا وقاتله .
فقال معاوية : على رسلك فإنا لا نخلص إلى قتلهم حتى يقتلوا أعدادهم من أهل الشام، فما خير العيش بعد ذلك ؟ فإني والله لا أقاتله أبدا حتى لا أجد من قتاله بدا .