نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 10 صفحه : 52
الحجاج . الاتحاف ص 22 .
دع هذه كلها وخذ ما أخرجه الترمذي وابن عساكر من طريق هشام بن حسان أنه قال: أحصي ما قتل الحجاج صبرا فوجد مائة ألف وعشرون ألفا [1] ووجد في سجنه ثمانون ألفا محبوسون ، منهم ثلاثون ألف امرأة [2] وكانت هذه المجزرة الكبرى والسجن العام بين يدي ابن عمر ينظر إليهما من كثب ، أدرك أيام الحجاج كلها ومات وهو حي يذبح ويفتك .
أمثل هذا الجائر الغادر الآثم يتأهل للايتمام به دون سيد العرب مثال القداسة والكرامة ؟ .
وهل ابن عمر نسي يوم بايع الحجاج ما اعتذر به من امتناعه عن بيعة ابن الزبير لما قيل له: ما يمنعك أن تبايع أمير المؤمنين - ابن الزبير - فقد بايع له أهل العروض وعامة أهل الشام ؟ فقال: والله لا أبايعكم وأنتم واضعوا سيوفكم على عواتقكم تصيب أيديكم من دماء المسلمين [3] .
هلا كان ابن عمر ونصب عينيه ما كانت تصيبه أيدي الحجاج وزبانيته من دماء المسلمين ، دماء أمة كبيرة من عباد الله الصالحين ، دماء نفوس زكية من شيعة آل الله ؟ فكيف ائتم به وبايعه ؟ وبأي كتاب أم بأية سنة ساغ له حنث يمينه يوم بايع ابن الزبير ومد يده إلى بيعته وهي ترجف من الضعف بعد ما بايعه رؤس الخوارج أعداء الاسلام ، المارقين من الدين: نافع بن الأزرق ، وعطية بن الأسود ، ونجدة بن عامر ؟ [4] .
ليتني أدري وقومي أفي شريعة الاسلام حكم للغلبة يركن إليه المسلم في الصلاة التي هي عماد الدين وأفضل أعمال أمة محمد (صلى اللّٰه عليه و آله) ؟ أو أن الايتمام في الجمعة والجماعة يدور مدار تحقق البيعة وإجماع الأمة ، وعدم النزاع بين الإمام وبين من خالفه من الخوارج عليه ؟ أو أن هاتيك الأعذار - أعذار ابن عمر - أحلام نائم وأماني كاذبة لا طائل تحتها ؟ انظر إلى ضئولة عقل ابن عمر يحسب أن الأمة تتلقى خزعبلاته
[1] صحيح الترمذي 9: 64 ، تاريخ ابن عساكر 4: 80 ، تيسير الوصول 4: 36 .