responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 10  صفحه : 320

ونكاله ، واغمد سيفك عن الناس ، فقد والله أكلتهم الحرب ، فلم يبق منهم إلا كالثمد [1] في قرارة الغدير .

والله المستعان .

فكتب علي (عليه السلام)إليه كتابا منه: وأما تحذيرك إياي أن يحبط عملي وسابقتي في الاسلام ، فلعمري لو كنت الباغي عليك لكان لك أن تحذرني ذلك ، ولكني وجدت الله تعالى يقول: فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله .

فنظرنا إلى الفئتين ، أما الفئة الباغية فوجدناها الفئة التي أنت فيها ، لأن بيعتي لزمتك وأنت بالشام ، كما لزمتك بيعة عثمان بالمدينة ، وأنت أمير لعمر على الشام ، وكما لزمت يزيد أخاك بيعة عمر وهو أمير لأبي بكر على الشام .

وأما شق عصا هذه الأمة ، فأنا أحق أن أنهاك عنه ، فأما تخويفك لي من قتل أهل البغي فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرني بقتالهم وقتلهم وقال لأصحابه: إن فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

وأشار إلي ، وأنا أولى من اتبع أمره ، وأما قولك: إن بيعتي لم تصح ، لأن أهل الشام لم يدخلوا فيها ، فكيف ؟ وإنما هي بيعة واحدة تلزم الحاضر والغائب ، لا يثنى فيها النظر ، ولا يستأنف فيها الخيار ، الخارج منها طاعن ، والمروي [2] فيها مداهن ، فاربع على ظلعك ، وانزع سربال غيك ، واترك ما لا جدوى له عليك ، فليس لك عندي إلا السيف ، حتى تفئ إلى أمر الله صاغرا ، وتدخل في البيعة راغما ، والسلام .

ومن كتاب لمعاوية إلى علي (عليه السلام): فدع اللجاج والعبث جانبا ، وادفع إلينا قتلة عثمان ، وأعد الأمر شورى بين المسلمين ، ليتفقوا على من هو لله رضا ، فلا بيعة لك في أعناقنا ، ولا طاعة لك علينا ، ولا عتبى لك عندنا ، وليس لك ولأصحابك إلا السيف .

فأجابه الإمام (عليه السلام)بكتاب منه قوله: وزعمت أن أفضل الناس في الاسلام فلان وفلان ، فذكرت أمرا إن تم اعتزلك


[1] الثمد: الماء القليل يتجمع في الشتاء وينضب في الصيف .

[2] روى في الأمر: نظر وفكر ، أي الذي يفكر ويروي فيها ويبطئ عن الطاعة مداهن أي: منافق .

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 10  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست