نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 10 صفحه : 315
إلى شرحبيل بن السمط الكندي وهو بحمص يأمره أن يبايع له بحمص كما بايع أهل الشام ، فلما قرأ شرحبيل كتاب معاوية دعا أناسا من أشرف أهل حمص فقال لهم: ليس من قتل عثمان بأعظم جرما ممن يبايع لمعاوية أميرا ، وهذه سقطة ، ولكنا نبايع له بالخلافة ، ولا نطلب بدم عثمان مع غير خليفة ، فبايع لمعاوية بالخلافة هو وأهل حمص ثم كتب إلى معاوية: أما بعد: فإنك أخطأت خطأ عظيما حين كتبت إلي أن أبايع لك بالإمرة ، وإنك تريد أن تطلب بدم الخليفة المظلوم وأنت غير خليفة ، وقد بايعت ومن قبلي لك بالخلافة .
فلما قرأ معاوية كتابه سره ذلك ودعا الناس وصعد المنبر وأخبرهم بما قال شرحبيل ودعاهم إلى بيعته بالخلافة ، فأجابوه ولم يختلف منهم أحد ، فلما بايع القوم له بالخلافة واستقام له الأمر كتب إلى علي [1] .
وفي حديث عثمان بن عبيد الله الجرجاني قال: بويع معاوية على الخلافة ، فبايعه الناس على كتاب الله وسنة نبيه ، فأقبل مالك ابن هبيرة الكندي - وهو يومئذ رجل من أهل الشام - فقام خطيبا وكان غائبا من البيعة فقال: يا أمير المؤمنين ! اخدجت هذا الملك ، وأفسدت الناس ، وجعلت للسفهاء مجالا ، وقد علمت العرب أنا حي فعال ، ولسنا بحي مقال ، وإنا نأتي بعظيم فعالنا على قليل مقالنا ، فابسط يدك أبايعك على ما أحببنا وكرهنا .
فقال الزبرقان بن عبد الله السكوني:
معـاوي أخـدجت الخـلافة بالتي * شـرطت فـقد بوا لك الملك مالك
بـبيعة فـصل ليـس فيها غميزة * ألا كـل ملـك ضمه الشرط هالك