نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 10 صفحه : 26
ألحقت الناس به العوامل المذكورة .
وأما حديث الشورى ، وما أدراك ما حديث الشورى ؟ فسل عنه سيف عبد الرحمن بن عوف الذي لم يكن مع أحد يومئذ سيف غيره ، واذكر قوله لعلي: بايع وإلا ضربت عنقك أو قوله له: لا تجعلن على نفسك سبيلا كما ذكره البخاري والطبري وغيرهما [1] وزاد ابن قتيبة: فإنه السيف لا غير .
أو قول أصحاب الشورى لما خرج علي مغضبا ولحقوه: بايع وإلا جاهدناك [2] أو قول أمير المؤمنين: متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر ، لكني أسففت إذا سفوا ، وطرت إذا طاروا ، فصغا رجل منهم لضغنه ، ومال آخر لصهره مع هن وهن .
الخ [3] لكن ابن عمر - على زعم ابن حجر - لا يرى كل هذه خلافا في خلافة القوم ، ولا في معاوية من إنجاز الأمر بعد أمير المؤمنين علي (عليه السلام)بين السيف والمطامع ، وفي القلوب منه ما فيها إلى أن لفظ نفسه الأخير ، هذا سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرة ومن رجال الشورى الست تخلف عن بيعته ، دخل على معاوية فقال له: السلام عليك أيها الملك فقال له: فهلا غير ذلك ؟ أنتم المؤمنون وأنا أميركم ، فقال سعد: نعم إن كنا أمرناك وفي لفظ: نحن المؤمنون ولم نؤمرك .
فقال معاوية: لا يبلغني أن أحدا يقول: إن سعدا ليس من قريش إلا فعلت به وفعلت ، إن سعدا الوسط في قريش .
وهذا ابن عباس وهو يجابه معاوية ويدحض حجته ، قال عبيد الله بن عبد الله المديني: حج معاوية فمر بالمدينة فجلس في مجلس فيه سعد وفيه عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس فالتفت إلى عبد الله بن العباس فقال: يا أبا عباس إنك لم تعرف حقنا من باطل غيرنا ، فكنت علينا ولم تكن معنا ، وأنا ابن عم المقتول ظلما يعني عثمان وكنت أحق بهذا الأمر من غيري .
فقال ابن عباس: أللهم إن كان هكذا فهذا - وأومأ إلى ابن عمر - أحق بها منك لأن أباه قتل قبل ابن عمك .
فقال معاوية: ولا سواء إن أباه هذا قتله المشركون ، وابن عمي
[1] صحيح البخاري باب كيف يبايع الإمام ج 10: 208 ، تاريخ الطبري 5: 37 ، 40 ، الإمامة والسياسة 1: 25 ، الكامل لابن الأثير 3: 30 ، الصواعق ص 36 ، فتح الباري 13: 168 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 102 .