responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 10  صفحه : 229

ويستعمل عوضه سعيد بن العاص فبلغه ذلك فقال: الرأي أن أشخص إلى معاوية فأستعفيه ليظهر للناس كراهتي للولاية ، فسار إلى معاوية وقال لأصحابه حين وصل إليه: إن لم أكسبكم الآن ولاية وإمارة لا أفعل ذلك أبدا ، ومضى حتى دخل على يزيد وقال له: إنه قد ذهب أعيان أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وكبراء قريش وذوو أسنانهم وإنما بقي أبناؤهم وأنت من أفضلهم وأحسنهم رأيا وأعلمهم بالسنة والسياسة ، ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة ؟ قال: أو ترى ذلك يتم ؟ قال: نعم .

فدخل يزيد على أبيه وأخبره بما قال المغيرة فأحضر المغيرة وقال له: ما يقول يزيد ؟ فقال: يا أمير المؤمنين ! قد رأيت ما كان من سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان [1] وفي يزيد منك خلف فاعقد له ، فإن حدث بك حادث كان كهفا للناس وخلفا منك ولا تسفك دماء ولا تكون فتنة .

قال: ومن لي بهذا ؟ قال: أكفيك أهل الكوفة ، ويكفيك زياد أهل البصرة ، وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك .

قال: فارجع إلى عملك وتحدث مع من تثق إليه في ذلك ، وترى ونرى .

فودعه ورجع إلى أصحابه فقالوا: مه .

قال: لقد وضعت رجل معاوية في غرز بعيد الغاية على أمة محمد ، وفتقت عليهم فتقا لا يرتق أبدا .

وتمثل:

بمثـلي شاهدي نجوى وغالى * بي الأعداء والخصم الغضاب

وسار المغيرة حتى قدم الكوفة وذاكر من يثق إليه ومن يعلم أنه شيعة لبني أمية أمر يزيد فأجابوا إلى بيعته فأوفد منهم عشرة ويقال: أكثر من عشرة .

وأعطاهم ثلاثين ألف درهم ، وجعل عليهم ابنه موسى بن المغيرة وقدموا على معاوية فزينوا له بيعة يزيد ودعوه إلى عقدها .

فقال معاوية: لا تعجلوا بإظهار هذا وكونوا على رأيكم ، ثم قال لموسى: بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم ؟ قال: بثلاثين ألفا .

قال: لقد هان عليهم دينهم ، وقيل: أرسل أربعين رجلا وجعل عليهم ابنه عروة ، فلما دخلوا على معاوية قاموا خطباء فقالوا: إنما أشخصهم إليه النظر لأمة محمد (صلى الله عليه وسلم) وقالوا: يا أمير المؤمنين ! كبرت سنك وخفنا انتشار الحبل فانصب لنا علما ، وحد لنا حدا ننتهي إليه .


[1] ألا مسائل المغيرة عن أن هذا الشقاق والخلاف وسفك الدماء المحرمة في عدم الاستخلاف هل كان يعلمها رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) ؟ فلماذا ترك أمته سدى ولم يستخلف كما زعمه هو والسياسيون من رجال الانتخاب الدستوري ؟ .

نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني    جلد : 10  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست