عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِمِنًى وَ إِنِّي لَأَدْنَاهُمْ إِلَيْهِ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ حِينَ قَالَ لَا أُلْفِيَنَّكُمْ تَرْجِعُونَ بَعْدِي يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ وَ ايْمُ اللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمُوهَا لَتَعْرِفُنِّي فِي الْكَتِيبَةِ الَّتِي تُضَارِبُكُمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى خَلْفِهِ فَقَالَ أَوْ عَلِيٌّ أَوْ عَلِيٌّ ثَلَاثاً فَرَأَيْنَا أَنَّ جَبْرَئِيلَ غَمَزَهُ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ[1] بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ[2] ثُمَّ نَزَلَتْ قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[3] ثُمَّ نَزَلَتْ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ فِي أَمْرِ عَلِيٍ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ[4] وَ إِنَّ عَلِيّاً لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ[5] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع[6].
هَذَا آخِرُ الْحَدِيثِ كَانَ اللَّفْظَ الْمُنْزَلَ الْمَذْكُورَ فِي ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ ص[7]
وَ قَدْ رَوَى السُّدِّيُّ فِي كِتَابِ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ قَالَ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ قَالَ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.
218 وَ مِنْ ذَلِكَ أَيْضاً مَا رَوَاهُ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ ص مِنْ مَكَّةَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ حَتَّى نَزَلَ بِغَدِيرٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ فَأَمَرَ بِالدَّوْحَاتِ فَقُمَّ مَا تَحْتَهُنَّ مِنْ شَوْكٍ ثُمَّ نَادَى الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَخَرَجْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ يَضَعُ رِدَاءَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَ بَعْضَهُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا بِوَجْهِهِ ثُمَّ ذَكَرَ تَحْمِيدَهُ لِلَّهِ وَ تَوْحِيدَهُ وَ شَهَادَتَهُ بِرِسَالَتِهِ ثُمَّ قَالَ
[1] ( 1 و 2) الزخرف: 41- 42.
[2] ( 1 و 2) الزخرف: 41- 42.
[3] المؤمنون: 94.
[4] ( 4 و 5) الزخرف: 43- 44.
[5] ( 4 و 5) الزخرف: 43- 44.
[6] المناقب: 275، و البحار: 37/ 183.
[7] بعضه قرآن و بعضه تأويل.
و قد روى السدى في كتاب تفسير القرآن قال في قوله تعالى« فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ» قال: بعلى بن أبي طالب عليه السلام.