قال عبد المحمود و قد
وقفت على كتاب اسمه كتاب العمدة في الأصول اسم مصنفه محمد بن محمد بن النعمان و
يلقب بالمفيد قد أورد فيه الاحتجاج على صحة الإمامة
بحديث نبيهم محمد ص إني تارك
فيكم الثقلين.
و هذا لفظه لا يكون شيء
أبلغ من قول القائل قد تركت فيكم فلانا كما يقول الأمير إذا خرج من بلده و استخلف
من يقوم مقامه لأهل البلد قد تركت فيكم فلانا يرعاكم و يقوم فيكم مقامي و كما يقول
من أراد الخروج عن أهله و أراد أن يوكل عليهم وكيلا يقوم بأمرهم قد تركت فيكم فلانا
فاسمعوا له و أطيعوا.
فإذا كان ذلك كذلك هو
النص الجلي الذي لا يحتمل غيره إذا خلف في جميع الخلق أهل بيته و أمرهم بطاعتهم و
الانقياد لهم بما أخبر به عنهم من العصمة و أنهم لا يفارقون الكتاب و لا يتعدون
الحكم بالصواب هذا لفظه في المعنى و لعمري إنني أرى عقلي شاهدا أن من نعى نفسه إلى
قومه و قال كما قال نبيهم إني بشر يوشك أن أدعى فأجيب ثم قال بعد ذلك إني تارك