responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السعادة نویسنده : المحمودي، الشيخ محمد باقر    جلد : 3  صفحه : 258

- 67 -

ومن كلام له عليه السلام في نعمت الدنيا أجاب به من سأله من أن يصف له الدنيا وينعتها

السيد أبو طالب يحيي بن الحسين بن هارون الحسني الهاروني قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل، قال: حدثنا الحسن بن هشيم [1] قال: حدثنا عباد بن يعقوب، عن عتبة العابد [2] عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، قال: جاء رجل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: صف لي الدنيا يا أمير المؤمنين.

فقال: ما أصف من دار أولها عناء وآخرها فناء [في] حلالها حساب و [في] حرامها عقاب، من صح فيها مرض [3] ومن استغنى فيها فتن [4] ومن افتقر فيها حزن [5].


[1] وأيضا يحتمل رسم الخط أن يقراء (هيثم).

[2] كذا في الاصل، ولعل الصواب: (عن عنبسة العابد).

[3] مابين المعقوفات مأخوذ من نهج البلاغة، والجملة الاخيرة غير موجودة فيه.

وفي تحف العقول: (من صح فيها أمن، ومن مرض فيها ندم).

[4] هذا هو الظاهر الموافق لما في نهج البلاغة، وفي الاصل: (ومن امتعنا فني ؟).

[5] وبعده في نهج البلاغة هكذا: (ومن ساعاها فاتته، ومن قعد عنها واتته، ومن أبصر بها بصرته، ومن أبصر إليها أعمته ! ! !).

أي من سابق الدنيا وجاري معها في الطلب فاتته أي سبقته فانه كلما نال مطلوبا تجره الامال والحاجات إلى آمال وحوائج كثيرة عسيرة الحصول أو متعذر الوجود، فلا يكاد يصل إليها، ومن قعد عن مجارات الدنيا فلم يطلب فوق الكفاف وما لابد منه واتته الدنيا أي طاوعته وانقادت له ويئست من اتعابه وجره إلى ويلاتها ! ! ! ومن أبصر بالدنيا أي جعلها مرآتا وقنطرة ورأى بها ما وراءها وعبر عنها طالبا لما بعدها بصرته أي جعلته بصيرا، ومن أبصر إليها وغفل عما وراءها فطلبها لنفسها واشتغل بها فانها تعميه عن كل خير وتجر إليه كل ويل ! ! ! قال الشريف الرضي رحمه الله: وإذا تأمل المتأمل قوله عليه السلام: (من أبصر بها بصرته) وجد تحته من المعنى العجيب والغرض البعيد ما لا تبلغ غايته ولا يدرك غوره ! ! ! ولاسيما أذا قرن إليه قوله: (وما أبصر إليها أعمته) فانه يجد الفرق بين (ابصر بها) و (أبصر إليها) واضحا نيرا وعجيبا باهرا.

أقول: ويشرحه أيضا قوله عليه السلام في المختار: (130) من النهج.

(وانما الدنيا منتهى بصر الاعمى لا يبصر مما وراءها شيئا ! ! ! والصير ينفذها بصره ويعلم أن الدار وراءها، فالبصير منها شاخص، والاعمى إليها شاخص، والبصير منها متزود، والاعمى لها متزود ! ! !).

نام کتاب : السعادة نویسنده : المحمودي، الشيخ محمد باقر    جلد : 3  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست