أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، وعبد القادر بن محمد، قالا: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، أخبرنا أبو بكر بن نجيب، حدثنا أبو جعفر بن علي، حدثنا هناد، عن وكيع، عن أبن ثعلبة: عن سويد بن غفلة قال: دخلت على علي عليه السلام في هذا القصر - يعني قصر الأمارة بالكوفة - وبين يديه رغيف من شعير وقدح من لبن، والرغيف يابس تارة يكسره بيده وتارة بركبتيه فشق علي ذلك، فقلت لجارية له يقال لها: فضة: ألا ترحمين هذا الشيخ وتنخلين له هذا الشعير ؟ أما ترين نشارته على وجهه وما يعاني منه ؟ فقالت: لأي شئ يوجر هو ونأثم نحن ؟ إنه عهد الينا أن لاننخل له طعاما قط ! ! (قال:) فألتفت إلي وقال: ما تقول لها يا أبن غفلة ؟.
فأخبرته وقلت: يا أمير المؤمنين إرفق بنفسك.
فقال لي: ويحك ياسويد ما شبع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهله من خبز بر ثلاثا تباعا حتى لقى الله، ولا نخل له طعاما قط ! ! ولقد جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل، فأذا بأمرأة قد جمعت مدرا تريد أن تبله فقاطعتها على دلو بتمرة فمددت ستة عشر دلوا حتى مجلت يداي - وفي رواية فتحت (كذا) - ثم أخذت التمر وأتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبرته فأكل منه.
وقد أخرجه أحمد ايضا في الفضائل فقال: أخبرنا علي بن حكيم الأودي، حدثنا شريك عن موسى الطحان عن مجاهد، عن علي عليه السلام وذكر نحوه.
وأخرجه أيضا في مسند علي من كتاب المسند: ج 1، ص 90 و 135، عن مجاهد، عن علي عليه السلام.
أقول: وقريبا من الذيل ذكره إبن عساكر في الحديث: (966) من ترجمة علي عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 38 ص 53.