ومن خطبة له عليه السلام في وظائف أئمة الحق في حال سيطرتهم على الناس قال السبط إبن الجوزي: أخبرنا أبو طاهر الخزيني، أخبرنا المبارك، عن عبد الجبار الصيرفي، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، حدثنا أبو بكر بن نجيب، حدثنا أبو جعفر بن علي، حدثنا هناد، عن وكيع: عن الأحنف بن قيس قال: دخلت على أمير المؤمنين - عليه السلام - ليلة عند أفطاره [1] فقال لي: قم فتعش مع الحسن والحسين.
ثم قام الى الصلاة، فلما فرغ دعا بجراب مختوم بخاتمه فأخرج شعيرا مطحونا ثم ختمه، فقلت: يا أمير المؤمنين لم أعهدك بخيلا فكيف ختمت على هذا الشعير ؟ ! فقال: لم أختمه بخلا ولكن خفت أن يبسه الحسن والحسين بسمن أو أهالة [2] فقلت: أحرام هو ؟ قال: لا ولكن:
[1] وفي الأصل هكذا: عن الأحنف بن قيس قال: دخلت على معاوية فقدم إلي من الحلو والحامض ما كثر تعجبي منه، ثم قال: قدموا ذاك اللون.
فقدموا لونا ما أدري ما هو.
فقلت: ماهذا ؟ فقال: مصارين البط محشوة بالمخ ودهن الفستق قد ذر عليه السكر.
قال: فبكيت، فقال: ما يبكيك ؟ فقلت: لله در إبنأبي طالب لقد جاد بنفسه بما لم تسمح به أنت ولا غيرك ! ! فقال: وكيف ؟ فقلت: دخلت عليه ليلة عند أفطاره فقال لي: قم فتعش الخ.
[2] يقال: (بس السويق - من باب مد - بسا): خلطه بسمن أو زيت.
وقال في المجتمع: وعن أبي السكيت: (بسست السويق أو الدقيق): بللته بشئ من الماء.
وأيضا قال في مجمع البحرين الأهالة: بكسر الهكزة -: الشحم المذاب.
وقيل: دهن يؤتدم به.
وقيل: الدسم الجامد.
ومنه الحديث: (إدهن بسمن أو إهالة).
وفي الخبر: (كان (عليه السلام) يدعى إلي خبز الشعير والأهالة فيجيب).