responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السعادة نویسنده : المحمودي، الشيخ محمد باقر    جلد : 2  صفحه : 226

منه إلا عيناه، وبيده الرمح، فجعل يضرب رؤوس أصحاب علي بالقناة ويقول: سووا صفوفكم رحمكم الله حتى إذا عدل الصفوف والرايات إستقبلهم بوجهه وولى أهل الشام ظهره ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال: الحمد لله الذي جعل فينا إبن عم نبيه، أقدمهم هجرة وأولهم إسلاما، سيف من سيوف الله صبه على أعدائه، فانظروا إذا حمي الوطيس وثار القتال وتكسر المران [3] وجالت الخيل بالأبطال، فلا أسمع إلا غمغمة أو همهمة فأتبعوني وكونوا في أثري، ثم حمل على أهل الشام وكسر فيهم رمحه ثم رجع إذا هو الأشتر.

وخرج رجل من أهل الشام ينادي بين الصفين: يا أبا الحسن يا علي إبرز إلي.

فخرج إليه علي حتى إذا إختلف إعناق دابتيهما بين الصفين فقال: يا علي إن لك قدما في الإسلام وهجرة فهل لك في أمر أعرضه عليك يكون حقن هذه الدماء وتأخير هذه الحروب حتى ترى من رأيك ؟.

فقال له علي وما ذاك ؟.

قال: ترجع الى عراقك فنخلي بينك وبين العراق، ونرجع الى شامنا فتخلي بيننا وبين شامنا.

فقال له علي (عليه السلام): لقد عرفت إن ما عرضت هذا نصيحة وشفقة، ولقد أهمني هذا الأمر وأسهرني، وضربت أنه وعينيه فلم أجد إلا القتال أو الكفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه.

إن الله تبارك وتعالى لم يرض من أوليائه أن يعصى في الأرض


[3] الوطيس: الحرب.

والقتام: الغبار.

والمران: جمع المرانة: الرمح الصلب في لدن ولين.

نام کتاب : السعادة نویسنده : المحمودي، الشيخ محمد باقر    جلد : 2  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست