من خطبة له عليه السلام لما جاء رسل معاوية وذلك بعد وضع الحرب لحلول شهر محرم الحرام من سنة سبع وثلاثين قال نصر: حدثنا سليمان بن أبي راشد [1] عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود، إن معاوية بعث الى حبيب بن مسلمة الفهري، وشرحبيل بن السمط ومعن بن يزيد بن الأخنس السلمي، فدخلوا على علي عليه السلام وأنا عنده، فحمد الله حبيب بن مسلمة وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن عثمان بن عفان كان خليفة مهديا، يعمل بكتاب الله وينيب الى أمر الله، فاستثقلتم حياته وأستبطأتم وفاته فعدوتم عليه فقتلتموه، فأدفع الينا قتلة عثمان نقتلهم به، فإن قلت: إنك لم تقتله فأعتزل أمر الناس فيكون أمرهم هذا شورى بينهم، يولي الناس أمرهم من أجمع عليه رأيهم.
فقال له علي عليه السلام: وما أنت - لا أم لك - والولاية والعزل، والدخول في هذا الأمر ؟ أسكت فإنك لست هناك ولا بأهل لذاك.