ومن كلام له عليه السلام دار بينه وبين مالك بن الحارث رحمه الله لما أراد أن يوجه جريرا إلى معاوية
قال ابن الواضح: وخرج علي عليه السلام من البصرة، وقدم الكوفة في رجب سنة ست وثلاثين [1]، وكان جرير بن عبد الله على (ثغر) همدان [من بلاد إيران أميرا عليها من قبل عثمان، فطلبه علي عليه السلام فقدم عليه] فعزله، فقال [جرير] لعلي: وجهني إلى معاوية فإن جل من معه من قومي فلعلي أجمعهم على طاعتك.
فقال الاشتر: يا أمير المؤمنين لا تبعثه فإن هواه هواهم.
فقال (عليه السلام): دعه يتوجه، فإن نصح كان ممن أدى أمانته، وإن داهن كان عليه وزر من أوتمن ولم يؤد الامانة ! ! ! [ثم قال عليه السلام]: يا ويحهم مع من يميلون ويدعونني، فوالله ما أردتهم إلا على إقامة حق، ولا يريدهم غيري إلا على باطل ! ! !
[1] وقال البلاذري - تحت الرقم: (356) من ترجمة أمير المؤمنين من أنساب الاشراف -: قال أبو مخنف: قدم علي من البصرة إلى الكوفة، في رجب سنة ست وثلاثين.