قال السيد أبو طالب: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى قال: أخبرنا أبو القاسم العلوي العباسي قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، عن محمد بن زكريا، قال: حدثني محمد بن عبد الله الحسيني قال: حدثنا محمد بن عباد، عن أبيه عن محمد بن الحنفية رضوان الله تعالى عليه قال: لما قدم أمير المؤمنين إلى البصرة بعد قتال الجمل دعاه الاحنف بن قيس واتخذ له طعاما، وبعث إليه وإلى أصحابه، فأقبل إليه أمير المؤمنين ثم قال: يا احنف ادع أصحابي.
فدعاهم فدخل عليه قوم متخشعون كأنهم شنان بوال [1] فقال الاحنف بن قيس: يا أمير المؤمنين ما هذا الذي نزل بهم ؟ (أ) من قلة الطعام أم من هول الحرب ؟ قال: لا يا أحنف.
[ثم قال:] إن الله عزوجل إذا أحب قوما تنسكوا له في دار الدنيا [2] تنسك من هجم على ما علم من فزع يوم القيامة من قبل
[1] شنان - بكسر الشين -: جمع شن - بفتح الشين -: القربة الخلق اليابسة، ويجمع أيضا على أشنان.
وبوال: جمع بالي: الرث، يقال: " بلي الثوب - من باب رضي - بل وبلاء ": رث فهو بال.
[2] تنسكوا له: تعبدوا له وتزهدوا، ويقال: " نسك الرجل لله - من باب نصر - نسكا ": تطوع لوجهه تعالى.