ومن خطبة له عليه السلام في التحذير عن الدنيا، والاغترار بها
ثقة الاسلام الكليني رفع الله مقامه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن النعمان أبي جعفر الاحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام لما انقضت القصة فيما بينه وبين طلحة وعائشة بالبصرة، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسول الله عليه السلام ثم قال: يا أيها الناس إن الدنيا حلوه خضرة [1] تفتن الناس بالشهوات، وتزين لهم بعاجلها وأيم الله إنها لتغر من أملها، وتخلف من رجاها، وستورث أقواما الندامة والحسرة بإقبالهم عليها، وتنافسهم فيها وحسدهم وبغيهم على أهل الدين والفضل فيها ظلما وعدوانا وبغيا وأشرا
[1] اي ناعمة ذات نضارة جالبة لانظار الناس إليها كالاغصان الريانة من الاشجار.
والجملتان التاليتان كالتفسير لها.
يقال: " فتنه يفتنه - من باب ضرب - فتنا وفتونا - كفلسا وفلوسا - وفتنه وأفتنه ": أعجبه.
استماله.
ولهه.
أوقعه في الفتنة.
ويقال: " زان الشئ زينا - من باب باع - كزينه تزيينا وأزانه إزانة وأزينه إزيانا ": حسنه وزخرفه.
[2] يقال: " غره يغره - من باب مد - غرا وغرورا وغرة - كثرا وشرورا وشدة ": خدعه وأطمعه في الباطل.