ومن خطبة له عليه السلام لما فرغ من حرب الناكثين البغاة
قال ابن عبد ربه: قال ابن عباس: لما فرغ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من وقعة الجمل، دعا بآجرتين فعلاهما ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أنصار المرأة وأصحاب البهيمة، رغا فأجبتم [1] وعقر فهربتم، نزلتم شر بلاد [2] أقربها من الماء [3] وأبعدها من السماء، بها يغيض كل ماء [4] ولها شر أسماء هي البصرة والبصيرة، والمؤتفكة وتدمر.
[1] " رغا البعير - من باب دعا - رغاءا ": صوت وضج. و"رغا الصبي": بكى أشد البكاء.
[2] كذا في العسجدة الثانية من كتاب الخلفاء وتواريخهم، وهو الصواب، وفي كتاب فرش لخطب: " دخلت شر بلاد " الخ. وفي النهج: " بلادكم أنتن بلاد الله تربة، أقربها من الماء، وأبعدها من السماء " الخ. وأيضا في رواية أخرى في النهج: " أرضكم قريبة من الماء بعيدة من السماء " الخ.
[3] لانها في جوار البحر، ولهذا ماؤهم مالح كثيرا، قوله: " وأبعدها من السماء " كناية عن شيوع الفساد فيه المانع من رفع العمل وصعوده إلى الملا الاعلى.
[4] وفي كتاب الخلفاء ج 3 ص 103، ط 2: " بها مغيض كل ماء ".