ومن كلام له عليه السلام حين برز في قميصه غير دارع وأصحاب الجمل يرمون أصحابه
قال الواقدي: حدثني عبد الله بن الفضيل، عن أبيه، عن محمد ابن الحنفية قال: لما نزلنا البصرة وعسكرنا بها، وصففنا صفوفنا دفع إلي أبي عليه السلام اللواء وقال: لا تحدثن شيئا حتى يحدثوا فيكم.
ثم نام فنالنا نبال القوم فأفزعته ففزع [1] وهو يمسح عينيه من النوم وأصحاب الجمل يصيحون يا لثارات عثمان.
فبرز عليه السلام وليس عليه إلا قميص واحد، ثم قال: تقدم يا بني باللواء.
فتقدمت وقلت: يا أبه: (أ) في مثل هذا اليوم [تخرج] بقميص واحد ؟ ! ! فقال عليه السلام: أحرز امرأ أجله [2] والله قاتلت مع النبي [صلى الله عليه وآله وسلم] [3] وأنا حاسر أكثر مما قاتلت وأنا دارع.
[2] وهذه القطعة رواها عنه عليه السلام عمرو بن العاص كما في ترجمته من تاريخ دمشق: ج 42 ص 669 - أو ما قاربها - ورواها أيضا ابن سعد، في ترجمة عمرو من الطبقات الكبرى ولكن لفظهما: " حرس امرأ أجله ".
ومثله معنى في المختار: (306) من قصار النهج، وقال أبو نعيم - في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من حلية الاولياء: ج 1، ص 67 -: حدثنا أحمد ابن يعقوب المهرجان، عن أبي شعيب الحراني، عن يحيى بن عبد الله، عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير وغيره، قال: قيل لعلي: ألا نحرسك ؟ فقال: حرس امرأ أجله.
[3] بين المعقوفين كان في الاصل هكذا: صلى الله عليه وآله.