ومن خطبة له عليه السلام لما أصر الناكثون على الشقاق وآذنوه بالحرب
أبو مخنف: لوط بن يحي (ره) قال: حدثنا مسافر بن عفيف بن أبي الاخنس، قال: لما رجعت رسل علي عليه السلام: من عند طلحة والزبير، وعائشة يوذنونه بالحرب، قام فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله صلى الله عليه وآله ثم قال: أيها الناس إني قد راقبت هؤلاء القوم كي يرعووا [1] أو يرجعوا، ووبختهم بنكثهم وعرفتهم بغيهم، فلم يستحيوا، وقد بعثوا إلي أن ابرز للطعان، واصبر للجلاد وإنما تمنيك نفسك أماني الباطل، وتعدك الغرور ! ! ! ألا هبلتهم الهبول لقد كنت وما أهدد بالحرب، ولا أرهب بالضرب، ولقد أنصف القارة من راماها ! ! ! [2].
[2] هذا من الامثلة السائرة بين العرب، وفي اللسان عن التهذيب: قال: [القارة قوم] كانوا رماة الحذق في الجاهلية، وهم اليوم في اليمن ينسبون إلى أسد، والنسبة إليهم قاري، وزعموا أن رجلين التقيا أحدهما قاري والآخر أسدي، فقال القاري: إن شئت صارعتك وإن شئت سابقتك وإن شئت راميتك، فقال: اخترت المرامات.
فقال القاري: لقد أنصفتني وأنشد: قد أنصف القارة من راماها * إنا إذا ما فئة نلقاها نرد أولاها على أخراها ثم انتزع له سهما فشك فؤآده.