responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السعادة نویسنده : المحمودي، الشيخ محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 205

أولئك هم المفلحون ونسأل الله ربنا وإلهنا أن يجعلنا


 

فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".

وقال عز شأنه - في الآية: (48) من سورة الانعام -: " وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين، فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".

وقال جلت عظمته - في الآية: (35) من سورة الاعراف -: " يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".

وقال تعالى عم نواله - في الآية: (62) من سورة يونس -: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ".

وقال جل جلاله - في الآية: (68) من سورة الزخرف -: " الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو، إلا المتقين، يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أننم تحزنون، الذين آمنو بآياتنا وكانوا مسلمين، ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون، يطاف عليهم بصحاف من مذهب وأكواب، وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين، وأنتم فيها خالدون، وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون، لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون ".

وقال عظم برهانه - في الآية: (13) من سورة الاحقاف -: " إن الذين قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".

ولا شك أن أمير المؤمنين من أكمل مصاديق الآيات المتقدمة - إن لم نقل باختصاص بعض الآيات المتقدمة به - نظير قول ابن عباس: " ما نزل " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي أميرها وشريفها.

وهكذا الكلام بالنسبة إلى ما ورد في الحكم بالفوز والفلاح فإنه عليه السلام من أفضل أفراد من أتى بوسائل الفوز والفلاح، وكيف يمكن أن يقال انه عليه السلام كان خائفا - بمعنى احتماله وتجويزه لحلول العذاب عليه وعدم علمه بما يؤل إليه أمره - والخوف بذلك المعنى من لوازم الجهل بمقام الربوبية والتفريط في العمل بوظائف العبودية، وهو عليه السلام كان متفردا ببلوغ النهاية في العمل والعلم، وكيف يمكن أن يقال انه عليه السلام كان خائفا بذلك المعنى وقد أعده الله لشفاعة المذنبين، وكيف يشفع لغيره من لا يعلم عاقبة أمره ويحتاج إلى شفاعة غيره ؟ !.

هذا كله بالنسبة إلى الخوف الاخروي، وأما الدنيوي فانه لم ير الدهر أربط جاشا منه ولذا كان عليه السلام في ساعات الروع واختلاس نفوس الابطال يغفي ويضع رأسه على القربوس في ساحة الحرب وينام، وإذا يخوفوه كان يقول: ما أبالي سقط علي الموت أو سقطت عليه.

وسياق الكلام - هنا - يفيد المعنى الثاني، وإنما أتى به عليه السلام إظهارا للتجلد، ومحدثا بنعمة ربه بأنه عامل بطاعته، وحاكم بكتابه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

نام کتاب : السعادة نویسنده : المحمودي، الشيخ محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست