ومن خطبة له عليه السلام خطبها بعد قتل عثمان حين بايعه الناس
قال الشيخ الطوسي أعلى الله مقامه: وروى الواقدي في كتاب الجمل بإسناده أن أمير المؤمنين عليه السلام حين بويع خطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: حق وباطل ولكل أهل [1] ولئن أمر الباطل لقديما فعل، ولئن قل الحق فلربما ولعل [2] ولقلما أدبر شئ فأقبل، وإني لاخشى أن تكونوا في فترة [3] وما علينا إلا الاجتهاد، وقد كانت أمور مضت ملتم فيها ميلة كانت عليكم ما كنتم فيها عندي بمحمودين، أما إني لو أشاء لقلت، عفا الله عما سلف، سبق الرجلان وقام
[1] وهذا الصدر رواه أيضا الزمخشري في الباب: (41) من ربيع الابرار.
[2] يقال: " أمر الشئ - من باب علم - والمصدر كفرس وفرسة - أمرا وأمرة ": كثر.
وقوله: " فلربما ولعل " أي فلربما يصير القليل كثيرا ولعل القليل يغلب الكثير، فلا ينبغي اليأس والقنوط.