ومن كلام له عليه السلام قاله لعثمان لما اضطرب أمره
فدعا إليه ولاته لاستكشاف القضية وحل العريصة وكان عليه السلام حاضرا فقال: يا عثمان إن الحق ثقيل مرئ [1] وإن الباطل خفيف وبئ [2] وإنك متى تصدق تسخط ومتى تكذب ترض.
ترجمة عثمان من كتاب أنساب الاشراف: ج 5 ص 44، وكتاب الفتوح لابن أعثم: ج 2 ص 189، ط 1.
وقريبا منه رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار: [376] من الباب الثالث من كتاب نهج البلاغة.
[1] من قولهم: " مرأ " الطعام - مثلثة الراء - مراءة ": هنئ وصار لذيذا، ومحصل مراده عليه السلام إن الحق ثقيل ابتداءا وفي بادئ الرأي، ولكنه حميد العاقبة، لذيذ الثمرة، جميل الانتاج.
[2] أي كثير الوباء، وهو المرض، قال في المجمع: الوباء - بالمد، ويقصر (أيضا) -: المرض العام، ويعبر عنه بالطاعون، وجمع الممدود أوبية - كمتاع وأمتعة - والمقصور (تجمع) على أوباء، كسب وأسباب.
ووبيت الارض = من باب تعب =: أي كثر مرضها.
ومراده عليه السلام ان الباطل وإن كان خفيفا على النفس مرغوبا لديها في أول وهلة، ولكنه شديد المرارة في المآل، وخيم العاقبة، ذميم النتيجة بأخرة.