نام کتاب : السراج الوهّاج نویسنده : الفاضل القطيفي جلد : 1 صفحه : 28
المرتبة عند الله تعالى والزلفة لديه إلّا بالورع ، وما حكاه السعيد عن
والده في طبخ الزبيب فيه كفاية لكل لبيب أريب ، وحيث أتينا على ما أوردناه من
المقدّمات فلنرجع الى المقصود بالذات.
قوله
: حيث إنّا لزمنا الإقامة ببلاد العراق وتعذّر علينا الانتشار في الآفاق لم نجد
بدّا من التعلّق بالغربة لدفع الأمور الضروريّة من لوازم مهمّات [١]
المعيشة[٢].
أقول : لا يخفى
على كلّ ناظر أنّ هذا العذر لا ينهض على مخالفة الشرع القويم والطريق المستقيم ،
فالتعلّق بالغربة إمّا أن يكون مشروعا خاليا عمّا يدنس غرض أهل الشريعة أو لا يكون
، فإن كان الأول لم يفتقر إلى توطئة العذر بما ذكر على وجه هو إظهار عدم حبّ الزيادة
وطبيعة بعض المكلّفين مشعوفة بها كما لا يخفى ، وإن كان الثاني فالعذر غير مقبول ،
فكيف يستجير من ادّعى الارتقاء في العلم أن يتكلّم بنحو هذا بعد سماعه قوله تعالى
« إِنَّ
اللهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
» [٣]. وبعد قوله عليهالسلام : من طلب العلم يكفل له برزقه [٤]. وقوله عليهالسلام : الرزق كالموت يأتيك وإن هربت منه [٥]. وغير ذلك من
الآثار ، على أن الناظر بعين البصيرة يرى ما قاله غير واضح ، فإنّ إقامته في
العراق لم تكن لازمة خصوصا حينئذ وعدم وجدانه بدّا من التعلّق غير واقع ، فإنّه لم
يقم فيها وفي مثلها إلّا ريب ما يطرح الإعياء ، ثم أخذت منه وهو مستقيم في الحالين
ولا تفاوت عليه
[١] في النسخة
الأخرى لكتاب « كلمات المحققين » والرسالة الخراجية للمحقق الثاني ( قده )
المطبوعة في ضمنها « متمّمات ».
[٢] رسالة « قاطعة
اللجاج في حلّ الخراج » للمحقق الثاني ( قده ) ص ٣٧.
[٤] كنز العمّال ـ ج
١٠ ـ حديث رقم ٢٨٧٠١ ـ ص ١٣٩ ـ ط ـ بيروت والرواية عن رسول الله ( صلىاللهعليهوآله
) ومتنها هكذا : من طلب العلم تكفّل الله له برزقه.
[٥] لم نجد ما يطابق
هذا التعبير تماما وفي الكافي ـ ج ٢ ـ ص ٥٧ في ذيل حديث ٢ من باب ٣٠ من كتاب ١ بما
هذا نصّه « ولو أنّ أحدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه
الموت ، وفي ج ٥ من الكافي ص ٣٠٤ في ذيل حديث ٢ من باب ١٥٩ من كتاب المعيشة هكذا «
لو أن أحدكم هرب من رزقه لتبعه حتى يدركه كما أنّه إن هرب من أجله تبعه حتى يدركه
» وتنبيه الخواطر ـ ج ٢ ـ ص ١٠٧ ما هذا نصّه : ولو أنّ أحدكم يتربص رزقه لطلبه كما
يطلبه الموت.
نام کتاب : السراج الوهّاج نویسنده : الفاضل القطيفي جلد : 1 صفحه : 28