وقد يكون من دواة تروى كل واحد منهم على اختلاف ما يرويه الاخر وذلك كثير في اضعاف الاحاديث المقلوب وهو ايضا قد يكون في السند وذلك ان يكون حديث قد ورد بطريق فيقلب الطريق طريقا اخر غيره أو بمجموعة أو ببعض رجاله خاصة واما بالابدال باجود واثبت منه ليكون مرغوبا فيه كابدال ابن الغضايرى مثلا وهو احمد بن الحسين بابيه الحسين بن عبيد الله وهما جميعا ثقتان ثبتان ولكن الحسين اوجه واوثق واضبط واثبت وكنحو حديث مشهور من طريق العامة عن سالم جعل عن نافع ليرغب فيه أو بالقلب سهوا كحديث يرويه محمد بن احمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن عيسى ومثله محمد بن احمد بن يحيى عن ابيه احمد بن محمد بن يحيى عن محمد بن يحيى فينقلب الاسم وكثيرا ما يتفق ذلك في اسناد التهذيب وقد يقع في اسناد الاستبصار ايضا وربما وقع هذا القلب من العلماء لامتحان بعضهم بعضا في الحفظ والضبط قال الطيبى وكذلك ما روينا ان البخاري قدم بغداد فاجتمع قوم من اصحاب الحديث وعمدوا إلى ماة حديث فقلبوا متونها واسانيدها وجعلوا متن هذا الاسناد لاسناد اخر واسناد هذا المتن لمتن اخر ثم حضروا مجلسه والقوها عليه فلما فرغوا من القائها التفت إليهم فرد كل متن إلى اسناده وكل اسناد إلى متنه فاذعنوا له بالفضل وقد يكون القلب في المتن كحديث السبعة الذين يطلهم (يظلهم) الله في عرشه وفيه ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم يمينه ما ينفق شماله فهذا مما انقلب على بعض الرواة واصله حتى لا تعلم شماله ما ينفق يمينه كما هو الوارد في الاصول