صحيح شاذ المدلس بفتح اللام المشددة من التدليس أي اخفاء العيب وكتمانه واصله من الدلس بالتحريك بمعنى الظلمة أو اختلاط الظلام سمى به لكونه المعيب الذى اخفى عيبه وهو على اقسام ثلثة الاول ما يقع في نفس الاسناد وصورته ان يروى عمن لقيه أو عاصره ما لم يسمعه منه موهما انه سمعه منه ومن حق من يدلس وشأنه حتى يكون مدلسا لا كذابا ان لا يقول في ذلك حدثنا ولا اخبرنا وما اشبههما بل يقول عن فلانا وقال فلان ونحو ذلك كحدث أو اخبر فلان من غير الاضافة إلى ضمير المتكلم ليوهم انه حدثه أو اخبره والعبارة اعم من ذلك لاحتمالهما الواسطة بينهما فلا يصير بذلك كذابا وربما لم يكن تدليسه في صدر السند وهو شيخه الذى اخبره بل في الطبقة التى مبدء الاسناد بان يسقط من بعده رجلا ضعيفا أو صغير السن ليحسن الحديث بذلك قال الطيبى وكان الاعمش والثوري وغيرهما يفعلون هذا النوع الثاني ما يقع في الشيوخ لا في الاسناد وهو ان يروى عن شيخ حديثا سمعه منه و لكن لا يجب ان يعرف فيسميه باسم أو بكنية وهو غير معروف بها أو بنسبة إلى بلد أو حى لا يعرف انتسابه اليهما أو يصفه بما لا يعرف به كيلا يتعرف الثالث ما يقع في مكان الرواية مثل سمعت فلانا وراء النهر وحدثنا بما وراء النهر موهما انه يريد بالنهر جيحان أو جيحون وانما يريد بذلك نهرا اخر وجيحان نهر بالشام وجيحون نهر بلخ المعروف الذى وراءه بلاد ما وراء النهر المعروفة على ما قاله الجوهرى وقال ابن الاثير جيحان نهر بالعواصم عند ارض المصيصة وطرسوس والعواصم بلاد قصبتها انطاكية وكذلك سيحان نهر بالعواصم من ارض المصيصة وقريبا من طرسوس