ذلك اهل الحفظ والضبط والخبرة بطرق الحديث ومتونه ومراتب الرواة وطبقاتهم والفهم الثاقب الناقد والفطرة الحادة الواقدة قلت ويشبه ان تكون منفعة هذا الفن في علم الحديث كمنفعة فن سوفطيقا في علم البرهان وفى طريق الجدل ايضا للتوقى عن شرور المغالطات والمشاغبات فهى عبارة عن اسباب خفية غامضة قادحة في الحديث والحديث المعلل هو الذى قد اطلع فيه على ما يقدح في صحته وجواز العمل به مع ان ظاهره السلامة من ذلك والعلة قد تكون في السند وقد تكون في المتن فالتى في السند هي ما يتطرق إلى الاسناد الجامع لشروط الصحة ظاهرا ويستعان على ادراكها بتفرد الراوى ومخالفة غيره له مع قرائن تنبه العارف على ارسال في الموصول أو وقف في المرفوع أو دخول حديث في حديث أو وهم واهم أو غير ذلك بحيث يغلب على الظن ذلك ولا يبلغ حد الجزم والا لخرج من خريم هذا القسم ودخل في صريح شئ من تلك الاقسام بتة فالمعتبر في هذا القسم هو التردد في ثبوت احدى هذه العلل أو ظن ذلك فيه ظنا لا يستوجب اخراجه البتة عما يقتضيه ظاهره من السلامة وطريق معرفة هذه العلة ان تجمع طرقه واسانيده فتنظر في اختلاف رواته وضبطهم واتقانهم وينبغى ان يجتهد غاية الاجتهاد في التحرز عن اقتحام مواقع الاشتباه والالتباس حتى لا يتورط في جعل ما ليس بعلة علة كان لا يفرق مثلا بين مضطرب السند وبين المزيد في الاسناد أو يوجد حديث باسناد موصولا وباسناد اقوى منه مرسلا فيتوهم تعليل الموصول بالارسال ويحسب الواصل غير ضابط ولا يعرف ان مرسل الثقة قد يتقوى بالمتصل فيصير بذلك بحيث يعد حسنا أو صحيحا بعد كونه مقبولا فلا