بالعلماء العامة في حديث مرض النبي صلى الله عليه واله ايتونى بدواة وقرطاس اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدى وقال عمر ما شانه اهجر أو هجر قال الكرماني في شرح صحيح البخاري أو هجر قال النواوى هو بهمزة الاستفهام الانكارى أي انكروا على من قال لا تكتبوه أي لا تجعلوا كامر من هذى في كلامه وان صح بدون الهمزة فهو انه لما اصابه الحيرة والدهشة لعظم ما شاهده من هذه الحالة الدالة على وفاته وعظم المصيبة اجرى الهجر مجرى شدة الوجع اقول هو مجاز لان الهذيان الذى للمريض مستلزم لشدة الوجع فاطلق الملزوم واراد اللازم أو هو من الهجر ضد الوصل أي يهجر من الدنيا واطلق بلفظ الماضي لما راوا فيه من علامات الهجرة من دار الفناء وفى بعضها اهجر من باب الافعال قلت مما لا يخفى على المندوب في الفنون العربية والعلوم اللسانية ان ما بمعنى الهجرة من مكان إلى اخر انما هو هاجر على وزن فاعل من المفاعلة لا هجر على وزن فعل أو اهجر على وزن افعل فانهما من الهجر بمعنى الهذيان والاهجار بمعنى الفحش والتخليط كما ان الفعل من ضد الحضر من بلد مثلا إلى اخر سافر يسافر لا سفر يسفر أو اسفر يسفر فانهما من السفارة بمعنى الرسالة والكتابة والاسفار بمعنى الاضاءة والاشراق واما الهجر ضد الوصل فالصحيح فيه هجر فلان فلانا يهجره هجرا لا هجر فلان من بلد كذا أو من مقام كذا وكذلك سفر فهو سافر فالصحيح فيه انه من السفر بالتسكين بمعنى الخروج إلى السفر لا بمعنى السفر والمسافرة من بلد إلى بلد فتوجيه الكرماني تصحيف غلط معنوى وانما كان يتصحح له وجه لو كان قال عمر ما شانه اهجر فاعلي ان فيه ايضا من البشاعة ما لا يتكلفه ذو ذوق صحيح واما تأويل النواوى ففيه تصحيفان غلطان