نام کتاب : الرسالة السعدية نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 3
اما بعد، فإن اللّه تعالى لم يخلق العالم عبثا، بل لغاية مقصودة، و حكمة متحقّقة موجودة، كما قال تعالى [5]أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً؟[6]، و قال تعالى:
ثمَّ انّه تعالى نصّ على الغاية بالتعيين، فقال وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ، إِلّٰا لِيَعْبُدُونِ[8].
فيجب على كلّ مكلّف من إنسان [9]، السعي في تحصيل المطلوب منه بقدر الإمكان [10]، و لما كان ذلك محالا، الا بعد معرفته تعالى، و النظر في ذاته و وصفه [11]، بما يستحق من جلال صفاته، و اتّباع أو أمره و امتثال مراضيه، و اجتناب ما يكرهه، و الامتناع عن معاصيه، و قد حرّم اللّه تعالى على جميع العبيد سلوك طريق التقليد، بل، أوجب البحث في أصول العقائد اليقينية، و تحصيلها باستعمال البراهين القطعية.
[5] و في المخطوطة المرعشية: ورقة 18، لوحة أ، سطر 12: «كما قال اللّه تعالى»، بزيادة لفظ الجلالة «اللّه».