فإن الضرورة قاضية: بقبح تقليد من كان من الناس، لأن الخطأ واقع منهم، فلا يأمن المقلّد من ارتكاب الخطأ، بل، لا بد و ان يقلّد من يعتقد صدقه، و اعتقاد الصدق ليس ضروريا بل كسبيّا من النظر.
فيجب النظر على كلّ مكلّف في المسائل الأصوليّة.
و اليه أشار مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): «من أخذ علمه من أفواه [32]، أزالته الرجال، و من أخذ علمه من الكتاب و السنّة، زالت الجبال و لم يزل [1]».
[1] و روى الكليني- مرسلا- في خطبة كتابه ما يلي: «قال (عليه السلام): من أخذ دينه من كتاب اللّه و سنة نبيه (صلوات اللّه عليه و آله)، زالت الجبال قبل ان يزول، و من أخذ دينه من أفواه الرجال، ردته الرجال»، ينظر: الكافي:
1- 7.
و روى الفتّال النيسابوري مرسلا قال: و قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، من أخذ دينه من أفواه الرجال، ازالته الرجال، و من أخذ دينه من الكتاب و السنة، زالت الجبال و لم يزل.
و قال أيضا: و هذا الخبر مروي عن الصادق، عن أمير المؤمنين (عليهما السلام)، ينظر: روضة الواعظين: 1- 22 و الوسائل للحرّ العاملي: 18- 95.
و روى الشيخ الجليل محمد بن إبراهيم النعماني- في كتاب الغيبة- قال: روي عن ابي عبد اللّه (عليه السلام): من دخل في هذا الدين بالرجال، أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه، و من دخل فيه بالكتاب و السنة، زالت الجبال قبل ان يزول، و رواه الكليني مرسلا، «إثبات الهداة للحر العاملي: ج 1 ص 71».