لعلّك قد قرع
سمعك في تضاعيف المباحث الفقهيّة ما حكموا به من كراهة بعض العبادات ، وما يشكّك
عليه من أنّ العبادة لا بدّ أن تكون راجحة ، فكيف تجامع الكراهة؟!
فلا [ بأس ]
علينا أن نرسل عنان القلم لتحقيق الأمر فيه ، كي لا نخرج فيه عن الصواب ، كما
اتّفق من كثير من الأصحاب.
فنقول :
إنّه لم يرد في
الشرع من العبادات ما تعلّق الكراهة بذاتها من حيث هي ، حتّى ينافي رجحانها ، بل
كلّ ما ورد الحكم فيه بالكراهة على عبادة فإنّما هو باعتبار الوصف ، كالصلاة في
الحمّام [١] مثلا ، والصوم في السفر [٢] مثلا. إلى غير
ذلك.
وحينئذ لا
إشكال ، إذ ذات تلك العبادة من حيث هي يرجّح وجودها على عدمها ، لكن الكراهة إنّما
هي في إيقاعها على هذا النحو الخاص.