نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 232
المقدمة «ففي وجوب
النية و حقيقتها»
و يدل على
وجوبها العقل، لان الفعل عند صدوره يحتمل وجوها، و لا يخصص بأحدها إلا بالنية، فإن
لطمة اليتيم مثلا تحتمل أمرين، يوجب أحدهما المدح و الأخر الذم.
و النقل
كقوله تعالى «وَ مٰا أُمِرُوا إِلّٰا لِيَعْبُدُوا اللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ»[1] و الإخلاص انما يختص[2] بالنية. و
قوله عليه السّلام «إنما الأعمال بالنيات»[3] و «انما» للحصر. و
الإجماع.
و حقيقتها:
القصد إلى إيقاع الفعل على وجهه متقربا أداء أو قضاء، ان وضع له الوقتان، و إلا
سقط القيدان. و لم يضع الشارع لها لفظا معينا فيتبع، و انما ذكرها علماؤنا في
المقدمات و العقائد على سبيل التعليم و التفهيم.
إذا عرفت
هذا، فاعلم أن كل فعل يعاد[4] لو خلا عن النية،
فهي شرط في صحته، كالصلاة و الصوم.
و ضابطه: ما
تعلق غرض الشارع بحصوله مع ملاحظة التقرب، و ان وقع موقعه و سد مسده لم يشترط بها،
و ان كانت أفضل.
و ضابطه: ما
كان الغرض منه إيقاعه في الوجود فقط، كالقضاء و تحمل الشهادة و أدائها.