نام کتاب : الرسائل التسع نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 290
ومحاذاة ما لا نهاية له بالفعل محال ، والتخلّص بالظفر [٥] قد تبيّن
ضعفه.
واستدل
المتكلّمون أيضا بأنّ الكرة المحقّقة إذا لاقت خطّا مستقيما فإن لاقته بمنقسم فهو
خطّ ، لكنّه محال ، وإلّا أمكن أن يخرج من طرفيه خطّان إلى مركز الكرة ، فيكونان
مع ذلك الخطّ مثلثا ، فلو خرج له قطر لكان القطر وترا للحادّتين ، وكان العمودان
وترا للقائمتين ، ووتر القائمة أعظم من وتر الحادّة فلا تكون الخطوط الخارجة عن
مركزها إلى محيطها متساوية ، فلا تكون الكرة محقّقة ، وقد فرضناها كذلك. وإذا بطل
كون الملاقي من الكرة منقسما ثبت أنّه غير منقسم. لا يقال : الكرة لا تتحقّق مع
القول بالجوهر الفرد ، لأنّا نمنع ذلك ، ثمّ نقول : الكرة موجود قطعا ، وقد بيّنا
أنّه يلزمها عدم الانقسام.
المسألة الثانية
ما الدليل على
أنّ الحوادث متناهية؟
الجواب
لو كانت
الحوادث مترامية إلى غير النهاية لزم اجتماع النقيضين ، لكنّه محال. أمّا الملازمة
فلأنّ كلّ حادث مسبوق بعدم لا أوّل له ، لأنّه لو انقطع عند أوّل لكان مسبوقا
بوجود ، فلا يكون حادثا مرّة بل مرارا ، فمجموع العدمات إذا أزليّة مقارنة وجود
الواجب لذاته ، فإن لم يوجد من الحوادث شيء مقارنا وجود الواجب كانت منقطعة عند
أوّل ، وإن وجد لزم كون المقارن موجودا باعتبار مقارنة الواجب ، معدوما باعتبار
حدوثه.
فإن قيل : لا
نسلّم جواز وصف العدم بالأزليّة لأنّ ذلك من عوارض الموجود. ثمّ ما الذي يعنى
بالمقارنة؟ إن عنيت حالا تكون العدمات مجتمعة فيها فهو ممنوع ، وإن عنيت أنّ
العدمات لم تزل مترامية كما أنّ الحوادث لم تزل