وأنّى بمعنى
كيف ومن أين. لا يقال : إنّ الحرث اسم لموضع النسل. لأنّا نقول :
كنّى بالنساء
عن الحرث ، فيجب أن يكون التحليل عائدا إليهنّ. وفي الاستدلال بهذا إشكال.
الوجه
الثاني : احتجّوا
بقوله تعالى ( هؤُلاءِ بَناتِي
هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ )[٢].
وقد علم رغبتهم
فيكون الإذن مصروفا إلى تلك الرغبة. ويمكن أن يقال : ما المانع أن يكون أمرهم
بالاستغناء بالنساء؟ لأنّ قضاء الوطر يحصل بهنّ وإن لم يكن مماثلا ، كما يقال : استغن
بالحلال عن الحرام وإن اختلفا. ثمّ لو سلّمناه لكان ذلك مشروعا في غير ملّتنا ، فلا
يلزم وجوده في شرعنا.
واستدلّوا أيضا
بقوله ( أَتَأْتُونَ
الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ
أَزْواجِكُمْ )[٣] وليس لازما ، لأنّ الاحتمال فيه قائم.