و قد علمنا أن عادتهم
جارية في التحدي باعتبار الفن الذي يقع فيه التحدي و تفاوته في الفصاحة[2] و لهذا لا
يتحدى الشاعر الخطيب الذي لا يتمكن من الشعر بالشعر و لا الخطيب الشاعر[3].
و إنما يتحدى كل بنضيره
و لا يقنع[4] المعارض حتى
يأتي بمثل عروض صاحبه كمناقضة جرير للفرزدق و جرير للأخطل[5].
و إذا كانت هذه عادتهم
جرى الحكم[6] في التحدي
عليها.
فصل فإن قيل عادة
العرب و إن جرت في التحدي بما ذكرتموه فلا يمتنع[7] صحة التحدي بالفصاحة دون طريقة النظم
لا سيما و الفصاحة هي التي يصح فيها التفاضل و إذا لم يمتنع ذلك فما[8] أنكرتم أن
يكون تحداهم بالفصاحة دون النظم و أفهمهم قصده فلهذا لم يستعملوه[9].
قلنا ليس بممتنع أن يقع
التحدي بالفصاحة دون النظم[10] و إنما