وَ خَرَجَتْ وَ رَأَتْ عَلِيّاً فَشَكَتْهُ إِلَيْهِ فَمَشَى مَعَهَا[1] إِلَيْهِ وَ دَعَاهُ إِلَى الْإِنْصَافِ فِي حَقِّهَا وَ كَانَ يَعِظُهُ وَ يَقُولُ لَهُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الضَّعِيفُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةِ الْقَوِيِّ فَلَا تَظْلِمِ الْجَارِيَةَ[2].
وَ لَمْ يَكُنِ الْقَصَّابُ يَعْرِفُ عَلِيّاً فَرَفَعَ يَدَهُ فَقَالَ اخْرُجْ أَيُّهَا الرَّجُلُ.
فَخَرَجَ[3] ع وَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ فَقِيلَ لَهُ[4] هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَطَعَ يَدَهُ[5] وَ أَخَذَهَا وَ خَرَجَ بِهَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعْتَذِراً فَدَعَا ع لَهُ فَصَلَحَتْ يَدُهُ[6].
77- وَ مِنْهَا:
مَا قَالَ ابْنُ فَرْقَدٍ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ جَاءَهُ غُلَامٌ أَعْجَمِيٌّ بِرِسَالَةٍ فَلَمْ يَزَلْ يَهْذِي[7] وَ لَا يُعَبِّرُ[8] حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُضْجِرُهُ.
فَقَالَ لَهُ تَكَلَّمْ بِأَيِّ لِسَانٍ شِئْتَ تُحْسِنُهُ سِوَى الْعَرَبِيَّةِ فَإِنَّكَ لَا تُحْسِنُهَا فَإِنِّي أَفْهَمُ.
فَكَلَّمَهُ بِالتُّرْكِيَّةِ فَرَدَّ عَلَيْهِ الْجَوَابَ بِمِثْلِ لُغَتِهِ وَ مَضَى الْغُلَامُ مُتَعَجِّباً[9].
78- وَ مِنْهَا:
مَا رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ الْعُرَيْضِيُّ قَالَ اخْتَلَفَ أَبِي وَ عُمُومَتِي فِي الْأَرْبَعَةِ الْأَيَّامِ الَّتِي تُصَامُ فِي السَّنَةِ فَرَكِبُوا إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ع وَ هُوَ مُقِيمٌ بِصَرْيَا[10] قَبْلَ مَسِيرِهِ إِلَى سُرَّمَنْرَأَى.
فَقَالَ لَهُمْ جِئْتُمْ تَسْأَلُونَنِي عَنِ الْأَيَّامِ الَّتِي تُصَامُ فِي السَّنَةِ.
[1]« فمضى معها نحوه» ه، و الاثبات.
[2]« الناس» ه.
[3]« فانصرف» ه. اثبات الهداة، و البحار.
[4]« للقصاب» ه، اثبات الهداة، و البحار.
[5]« يد نفسه» م.
[6] عنه اثبات الهداة: 4/ 555 ح 210، و البحار: 41/ 203 ح 18، و مدينة المعاجز:
191 ح 526.
[7] هذى يهذى هذيا: تكلم بغير معقول لمرض أو لغيره.
[8]« يفتر» م.« يعبره» البحار.
[9] عنه البحار: 47/ 119 ح 163.
[10] تقدم بيانها ص 365 هامش 5.
و في ه تقديم و تأخير في العبارة، و فيها« بقرية» بدل ب« صريا».