غير الله لم يدر لعله أن يتقدم بعير آخر فيجيء الأمر بخلاف ما أخبر[1].
5- وَ مِنْهَا:
مَا هُوَ مَشْهُورٌ أَنَّهُ خَرَجَ فِي مُتَوَجَّهِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَوَى إِلَى غَارٍ بِقُرْبِ مَكَّةَ يَعْتَوِرُهُ وَ يَأْوِي إِلَيْهِ الرِّعَاءُ قَلَّ مَا يَخْلُو مِنْ جَمَاعَةٍ نَازِلِينَ يَسْتَرِيحُونَ فِيهِ فَأَقَامَ بِهِ ع ثَلَاثاً لَا يَطُورُهُ[2] بَشَرٌ وَ خَرَجَ الْقَوْمُ فِي أَثَرِهِ فَصَدَّهُمُ اللَّهُ عَنْهُ بِأَنْ بَعَثَ عَنْكَبُوتاً فَنَسَجَتْ عَلَيْهِ فَآيَسَهُمْ مِنَ الطَّلَبِ فِيهِ فَانْصَرَفُوا وَ هُوَ نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ[3].
6- وَ مِنْهَا: أَنَّهُ مَرَّ بِامْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا أَمُّ مَعْبَدٍ لَهَا شَرَفٌ فِي قَوْمِهَا نَزَلَ بِهَا فَاعْتَذَرَتْ بِأَنَّهُ مَا عِنْدَهَا إِلَّا عَنْزٌ لَمْ تُرَ لَهَا قَطْرَةُ لَبَنٍ مُنْذُ سَنَةٍ لِلْجَدْبِ[4] فَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَ رَوَّاهُمْ مِنْ لَبَنِهَا وَ أَبْقَى لَهُمْ لَبَنَهَا وَ خَيْراً كَثِيراً ثُمَّ أَسْلَمَ أَهْلُهَا لِذَلِكَ[5].
7- وَ مِنْهَا: أَنَّهُ أَتَى امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهَا أُمُّ شَرِيكٍ فَاجْتَهَدَتْ فِي قِرَائِهِ وَ إِكْرَامِهِ فَأَخْرَجَتْ عُكَّةً لَهَا فِيهَا بَقَايَا سَمْنٍ فَالْتَمَسَتْ فِيهَا فَلَمْ تَجِدْ شَيْئاً.
فَأَخَذَهَا وَ حَرَّكَهَا بِيَدِهِ فَامْتَلَأَتْ سَمْناً عَذْباً وَ هِيَ تُعَالِجُهَا قَبْلَ ذَلِكَ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا شَيْءٌ فَأَرْوَتِ الْقَوْمَ مِنْهَا وَ أَبْقَتْ فَضْلًا عِنْدَهَا كَافِياً وَ بَقَّى لَهَا النَّبِيُّ ص شَرَفاً يَتَوَارَثُهُ الْأَعْقَابُ وَ أَمَرَ أَنْ لَا يُسَدَّ رَأْسُ الْعُكَّةِ[6].
8- وَ مِنْهَا: أَنَّهُ مَرَّ بِشَجَرَةٍ[7] غَلِيظَةِ الشَّوْكِ مُتْقَنَةِ الْفُرُوعِ ثَابِتَةِ الْأَصْلِ فَدَعَاهَا فَأَقْبَلَتْ تَخُدُّ الْأَرْضَ إِلَيْهِ طَوْعاً ثُمَّ أَذِنَ لَهَا فَرَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا.
[1] روى نحوه في الكافي: 8/ 262 ح 376، عنه البحار: 18/ 309 ح 18.
[2] أي لا يقربه. قال ابن الأثير في النهاية: 3/ 142:« فى حديث عليّ عليه السلام: و اللّه لا أطور به ما سمر سمير. أى لا أقربه أبدا».
[3] عنه البحار: 18/ 73 ح 27، و ج 19/ 72 ح 24.
[4] من البحار. يقال: أجدب المكان: إذا انقطع عنه المطر فيبست أرضه.
[5] ( 5، 6) عنه البحار: 18/ 26 ح 5، 6.
[6] ( 5، 6) عنه البحار: 18/ 26 ح 5، 6.
[7]« بسمرة» البحار. قال ابن الأثير في النهاية: 2/ 399:« هو ضرب من شجر الطلح الواحدة سمرة».