رَأَى أَنْ سَيَكُونُ لَهُ نَبَأٌ فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ لِي أَمَاناً وَ لَوْ عَقَلَ لَتَنَبَّهَ فَأَسْلَمَ[1].
2- 14 وَ مِنْهَا: مَا انْتَشَرَ خَبَرُهُ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ اشْتَرَى مِنْ رَجُلٍ طَارِئٍ[2] مِنَ الْعَرَبِ عَلَى مَكَّةَ إِبِلًا فَبَخَسَهُ حَقَّهُ وَ ثَمَنَهُ فَأَتَى نَادِيَ قُرَيْشٍ فَذَكَّرَهُمْ حُرْمَةَ الْبَيْتِ فَأَحَالُوهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ص اسْتِهْزَاءً بِهِ لِقِلَّةِ مَنْعَتِهِ[3] عِنْدَهُمْ فَأَتَى مُحَمَّدٌ ص فَمَضَى مَعَهُ وَ دَقَّ عَلَى أَبِي جَهْلٍ الْبَابَ فَخَرَجَ مُتَخَوِّفَ الْقَلْبِ وَ قَالَ أَهْلًا يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَوْلَ الذَّلِيلِ فَقَالَ ص أَعْطِ هَذَا الرَّجُلَ حَقَّهُ فَأَعْطَاهُ فِي الْحَالِ فَعَيَّرَهُ قَوْمُهُ فَقَالَ رَأَيْتُ مَا لَمْ تَرَوْا رَأَيْتُ فَالِجاً[4] لَوْ أَبَيْتُ لَابْتَلَعَنِي فَعَلِمُوا أَنَّهُ صَدَقَ بِمَا أَخْبَرَهُمْ لِبُغْضِهِ لَهُ[5].
3- وَ مِنْهَا: أَنَّ أَبَا جَهْلٍ طَلَبَ غِرَّتَهُ فَلَمَّا رَآهُ سَاجِداً أَخَذَ صَخْرَةً لِيَطْرَحَهَا عَلَيْهِ فَأَلْصَقَهَا اللَّهُ بِكَفِّهِ فَلَمَّا عَرَفَ أَنْ لَا نَجَاةَ إِلَّا بِمُحَمَّدٍ ص سَأَلَهُ أَنْ يَدْعُوَ رَبَّهُ فَدَعَا اللَّهَ فَأَطْلَقَ يَدَهُ وَ طَرَحَ صَخْرَتَهُ[6].
4- وَ مِنْهَا: أَنَّهُ بَهَرَتْ عُقُولُهُمْ لَمَّا أَخْبَرَهُمْ مِنْ إِسْرَاءِ اللَّهِ بِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بِالشَّامِ فَبَاتَ مَعَهُمْ أَوَّلَ اللَّيْلِ ثُمَّ اخْتَرَقَ الشَّامَ فَبَلَغَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى وَ رَجَعَ مِنْ لَيْلَتِهِ.
وَ أَنْكَرَهُ الْمُشْرِكُونَ فَامْتَحَنُوهُ بِوُسْعِ طَاقَتِهِمْ فَخَبَّرَهُمْ عَنْهُ عِيَاناً بِمَجِيءِ عِيرِهِمْ وَ بِالْبَعِيرِ الَّذِي يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ غِرَارَتَانِ.
و أمر البعير أعجب العلامات لأنه أخبرهم قبل مجيئهم و لو كان يخبرهم عن
[1] عنه البحار: 17/ 387 ح 53، و عن إعلام الورى: 24.
و رواه ابن الأثير في أسد الغابة: 2/ 264، و في الكامل في التاريخ: 2/ 105.
[2] الطارئ: الغريب.
[3] المنعة: القوّة التي تمنع من يريد أحدا بسوء.
[4]« ثعبانا» س. و أضاف في ط:« يعنى أسدا»، و هو خطأ.
و الفلج و الفالج: البعير ذو السنامين. لسان العرب: 2/ 346.
[5] عنه البحار: 18/ 74 ح 30، و عن إعلام الورى: 29.
[6] عنه البحار: 18/ 56 ح 10، و عن مناقب ابن شهرآشوب: 1/ 69.