نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 452
يديك ثلاثاً ،
وتمسح رأسك كلّه ، وتمسح ظاهر أذنيك وباطنهما ، وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثاً.
ولا تخالف ذلك إلى غيره ».
فلمّا وصل الكتاب
إلى علي بن يقطين تعجّب ممّا رسم له فيه ممّا ( أجمعت العصابة ) [١] على خلافه ، ثمّ قال : مولاي أعلم بما قال ، وأنا ممتثل أمره. فكان يعمل في
وضوئه على هذا الحد ، ويخالف ما عليه جميع الشيعة امتثالا لأمر أبي الحسن عليهالسلام.
وسعي بعليّ بن
يقطين إلى الرشيد وقيل له : إنه رافضيّ مخالف لك. فقال الرَّشيد لبعض خاصته : قد
كثر عندي القول في علي بن يقطين والقذف له بخلافنا ، وميله إلى الرفض ، ولست أرى
في خدمته لي تقصيراً ، وقد امتحنته مراراً فما ظهرت منه على شيء يقذف به ، وأحب أن
أستبرئ أمره من حيث لا يشعر بذلك ، فيتحرز منّي. فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنّ
الرافضة تخالف الجماعة في الوضوء فتحققه ولا ترى غسل الرجلين ، فامتحنه من حيث لا
يعلم بالوقوف على وضوئه. فقال : أجل ، إنّ هذا الوضوء يظهر به أمره.
ثمّ تركه مدة
وناطه بشيء من الشغل في الدار حتّى دخل وقت الصلاة ، وكان علي بن يقطين يخلو في
حجرة في الدار لوضوئه وصلاته ، فلمّا دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط
الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو ، فدعا بالماء فتمضمض ثلاثاً ، واستنشق
ثلاثاً ، وغسل وجهه وخلل شعر لحيته ، وغسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً ، ومسح رأسه
وأذنيه ، وغسل رجليه ، والرشيد ينظر إليه ، فلمّا رآه قد فعل ذلك لم يملك نفسه
حتّى أشرف عليه بحيث يراه ، ثمّ ناداه : كذب يا علي بن يقطين من زعم أنّك من
الرافضة. وصلحت حاله عنده.