نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 450
الأيام إلى علي بن
يقطين ثياباً أكرمه بها ، وكان من جملتها درّاعة خزّ سوداء من لباس الملوك ،
مثقّلة بالذّهب ، فأنفذ علي بن يقطين جلّ [١] تلك الثياب إلى
موسى بن جعفر عليهماالسلام ، وأنفذ من جملتها تلك الدرّاعة ، وأضاف إليها مالاً كان
أعدَّه على رسم له فيما يحمله من خمس ماله.
فلمّا وصل ذلك إلى
أبي الحسن عليهالسلام قَبِلَ المال والثياب وردّ الدرّاعة على يد الرسول إلى
عليّ بن يقطين ، وكتب إليه : « احتفظ بها ، ولا تخرجها من يدك فسيكون لك بها شأن
تحتاج معه إليها ». فارتاب عليّ بن يقطين بردّها إليه ، ولم يدر ما سبب ذلك ،
واحتفظ بالدرّاعة ، فلمّا كان بعد أيام تغير علي بن يقطين على غلام له كان يختصّ
به ، فصرفه عن خدمته ، وكان الغلام يعرف ميل علي بن يقطين إلى أبي الحسن عليهالسلام ، ويقف على ما يحمله إليه في كلّ وقت من الأوقات من مال وثياب وألطاف وغير
ذلك ، فسعى به إلى الرشيد وقال : إنّه يقول بإمامة موسى بن جعفر عليهماالسلام ويحمل إليه خمس ماله في كلّ سنة ، وقد حمل إليه الدرّاعة التي أكرمه بها أمير
المؤمنين في وقت كذا وكذا. فاستشاط الرشيد لذلك ، وغضب غضباً شديداً ، وقال :
لأكشفن عن هذا الحال ، فإن كان الأمر كما تقول أزهقت نفسه ( وأمر في الحال ) [٢] بإحضار علي بن يقطين.
فلمّا مثل بين
يديه قال : ما فعلت بالدرّاعة التي كسوتك إيّاها ، قال : هي عندي يا أمير المؤمنين
في سفط مختوم ، فيه طيب ، قد احتفظت بها ، وكلّما أصبحت فتحت السفط ونظرت إليها
تبركاً بها ،