نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 146
الله قد زالت
الشمس أو لا تصلي؟ فنزل وقال : « إئتوني بماء » فقيل له : ما معنا ماء.
فبحث عليهالسلام الأرض بيده فنبع من الأرض الماء فأخذ ما توضَّأ به هو ومن معه.
والماء باق إلى
يومنا هذا ، ويقال للمنبع « عين الرضا » ، وإنّ إنسانا حفر المنبع ليجري الماء ،
ويتخذ عليه مزرعة ، فذهب الماء وانقطع مدَّة ، ثمّ أهيل التراب فيه ، فعاد الماء ،
والموضع مشهور.
وأما فضيلة
إسماعيل عليهالسلام ، فهو ما نبّه عليه الله تعالى من قوة يقينه ، وتسليمه
لأمر الله تعالى ، والانقياد لحكمه ، والصبر على ما ابتلاه به من الذبح ، وعظيم
المحنة ، وشديد البلوى ، كما قال الله تعالى : ( إِنِّي أَرى فِي
الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما
تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )[١].
وقد وقع لعليّ عليهالسلام مثل ذلك ، حين أمر الله تبارك وتعالى نبيّه (ص) بالخروج من مسقط رأسه ،
مهاجراً إلى المدينة ، إذ لم يبق بها ناصر ، وقد تألب المشركون عليه واجتمعوا ،
وصارت كلمتهم واحدة على ذلك ، وأمره الله تعالى أن يلتمس من ينام مكانه ، ويقوم
مقامه ، ويعرض للأعداء نحره ، وللبلاء صدره ، ليدفع به عن نفسه مضرّة البوار ،
ومعرّة [٢] الكفار ، فذكر (ص) ذلك لعليّ عليهالسلام ، فهشّ إليه ، وما تلكأ ، وأسرع إلى الامتثال ، وتلقى
بالقبول والإقبال عليه ، ونام على الفراش غير مكترث ، وتعرض للأعداء والقتل غير
محتفل ، وقد أنزل الله تبارك وتعالى في شأنه : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ )[٣].