responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 79

القلوب [١] المتعالي عن الأشياء والضروب ، والوتر ، علام الغيوب ، فمعاني الخلق عنه منفية ، وسرائرهم عليه غير خفية ، المعروف بغير كيفية ، لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس ، ولا تدركه الأبصار ، ولا تحيط به الأفكار ، ولا تقدره العقول ، ولا تقع عليه الأوهام ، فكل ما قدره عقل أو عرف له مثل فهو محدود ، وكيف يوصف بالأشباح ، وينعت بالألسن الفصاح؟ من لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائن ، ولم ينأ عنها فيقال هو عنها بائن ، ولم يخل منها فيقال أين ، ولم يقرب منها بالالتزاق ، ولم يبعد عنها بالافتراق ، بل هو في الأشياء بلا كيفية ، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ، وأبعد من الشبه من كل بعيد [٢] لم يخلق الأشياء من أصول أزلية ، ولا من أوائل كانت قبله بدية [٣] بل خلق ما خلق ، وأتقن خلقه ، وصور ما صور ، فأحسن صورته ، فسبحان من توحد في علوه ، فليس لشيء منه امتناع ، ولا له بطاعة أحد من خلقه انتفاع ، إجابته للداعين سريعة ، والملائكة له في السماوات والأرض مطيعة ، كلم موسى تكليما بلا جوارح وأدوات ولا شفة ولا لهوات [٤] سبحانه وتعالى عن الصفات ، فمن زعم أن إله الخلق محدود فقد جهل الخالق المعبود ـ والخطبة طويلة أخذنا منها موضع الحاجة ـ.

٣٥ ـ حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ،


في نفسه وهناك بمعنى الأمر في خلقه ، كما قال عليه‌السلام في صدر الحديث الأول : ( إنه كل يوم في شأن من إحداث بديع لم يكن ).

[١] في نسخة ( ب ) و ( ج ) ( البعيد من حدث القلوب ).

[٢] في البحار وفي نسخة ( ج ) و ( و ) و ( ب ) ( وأبعد من الشبهة ـ الخ ).

[٣] بدية أي مبتدئة ، والمعنى لم يخلق الأشياء على مثال أشياء مبتدئة قبل خلق هذه الأشياء ، بل فعله إبداع واختراع ، والجملتان نظير قول الرضا عليه‌السلام في الحديث الخامس من الباب السادس : الحمد لله فاطر الأشياء ـ الخ ، وفي نسخة ( ط ) و ( ن ) ( أبدية ) مكان بدية.

[٤] جمع لهاة وهي اللحمة الصغيرة المشرفة على الحلق في أقصى الفم تسمى باللسان الصغير عندها مخرج الكاف والقاف.

نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست