نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 74
جمال أزين من العقل
، ولا سوء أسوء من الكذب ، ولا حافظ أحفظ من الصمت ، ولا لباس أجمل من العافية ،
ولا غائب أقرب من الموت.
أيها الناس إنه من مشى على وجه الأرض
فإنه يصير إلى بطنها ، والليل والنهار مسرعان في هدم الأعمار ، ولكل ذي رمق قوت ،
ولكل حبة آكل ، وأنتم قوت الموت ، وإن من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد ، لن
ينجو من الموت غني بماله ولا فقير لا قلاله.
أيها الناس من خاف ربه كف ظلمه ، ومن لم
يرع في كلامه أظهر هجره ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهم ، ما أصغر
المصيبة مع عظم الفاقة غدا ، هيهات هيهات ، وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي
والذنوب ، فما أقرب الراحة من التعب ، والبؤس من النعيم ، وما شر بشر بعده الجنة ،
وما خير بخير بعده النار ، وكل نعيم دون الجنة محقور ، وكل بلاء دون النار عافية.
٢٨ ـ حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم
القرشي رضياللهعنه ، قال :
حدثني أبي ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، عن علي بن محمد بن الجهم ، قال :
حضرت مجلس المأمون وعنده علي بن موسى الرضا عليهماالسلام
، فقال له المأمون : يا ابن رسول الله أليس من قولك إن الأنبياء معصومون ، قال :
بلى ، قال : فسأله عن آيات من القرآن ، فكان فيما سأله أن قال له : فأخبرني عن قول
الله عزوجل في إبراهيم (فلما جن
عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي) فقال الرضا عليهالسلام : إن إبراهيم عليهالسلام وقع إلى ثلاثة أصناف : صنف يعبد الزهرة
، وصنف يعبد القمر ، وصنف يعبد الشمس ، وذلك حين خرج من السرب الذي أخفي فيه ،
فلما جن عليه الليل ورأى الزهرة قال : هذا ربي على الانكار والاستخبار ، فلما أفل
الكوكب قال : ( لا أحب الآفلين ) لأن الأفول من صفات المحدث لا من صفات القديم ،
فلما رأى القمر بازغا قال : هذا ربي على الانكار والاستخبار ، فلما أفل قال : (
لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين ) فلما أصبح ( ورأى الشمس بازغة قال هذا
ربي هذا أكبر ) من الزهرة والقمر على الإنكار والإستخبار لا على الإخبار
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 74