نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 73
ابن يزيد الجعفي ،
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام
، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام
في خطبة خطبها بعد موت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
بسبعة أيام ، وذلك حين فرغ من جمع القرآن فقال :
الحمد لله الذي أعجز الأوهام أن تنال
إلا وجوده [١]
وحجب العقول عن أن تتخيل ذاته في امتناعها من الشبه والشكل ، بل هو الذي لم يتفاوت
في ذاته ، ولم يتبعض بتجزئة العدد في كماله ، فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن
، وتمكن منها لا على الممازجة ، وعلمها لا بأداة ـ لا يكون العلم إلا بها ـ [٢] وليس بينه وبين معلومه علم غيره ، إن
قيل كان فعلى تأويل أزلية الوجود ، وإن قيل : لم يزل فعلى تأويل نفي العدم [٣] فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه
واتخذ إلها غيره علوا كبيراً.
ونحمده بالحمد الذي ارتضاه لخلقه ،
وأوجب قبوله على نفسه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد
عبده ورسوله ، شهادتان ترفعان القول ، وتضاعفان العمل ، خف ميزان ترفعان منه ،
وثقل ميزان توضعان فيه ، وبهما الفوز بالجنة والنجاة من النار ، والجواز على
الصراط ، وبالشهادتين يدخلون الجنة ، وبالصلاة ينالون الرحمة ، فأكثروا من الصلاة
على نبيكم وآله ، إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه
وسلموا تسليما.
أيها الناس إنه لا شرف أعلى من الإسلام
، ولا كرم أعز من التقى ، ولا معقل أحرز من الورع ، ولا شفيع أنجح من التوبة ، ولا
كنز أنفع من العلم ، ولا عز أرفع من الحلم ، ولا حسب أبلغ من الأدب ، ولا نسب أوضع
من الغضب ، ولا
[١] أي لا يدرك منه
إلا أنه تعالى موجود وأما ذاته فلا ، وفي البحار باب جوامع التوحيد عن تحف العقول
: ( أعدم الأوهام أن تنال إلى وجوده ) أي إلى ذاته.
[٢] هذه الجملة صفة
لأداة والضمير المجرور بالباء يرجع إليها ، أي علم الأشياء لا بأداة لا يكون علم
المخلوق إلا بها.
[٣] أي ليس كونه
وبقاؤه مقرونين بالزمان على ما يفهم من كلمة كان ولم يزل.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 73