نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 454
قادر؟! قال : نعم ،
قال عليهالسلام : فكيف أخبر
الله عزوجل أنه واحد حي سميع بصير عليم خبير وهو لا يعلم ذلك؟! وهذا رد ما قال
وتكذيبه ، تعالى الله عن ذلك ، ثم قال الرضا عليهالسلام
: فكيف يريد صنع ما لا يدري صنعه ولا ما هو؟! وإذا كان الصانع لا يدري كيف يصنع
الشيء قبل أن يصنعه فإنما هو متحير ، تعالى الله عن ذلك.
قال سليمان : فإن الإرادة القدرة ، قال
الرضا عليهالسلام : وهو عزوجل
يقدر على ما لا يريده أبدا ، ولا بد من ذلك لأنه قال تبارك وتعالى : (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك)[١] فلو كانت الإرادة هي القدرة كان قد
أراد أن يذهب به لقدرته ، فانقطع سليمان ، قال المأمون عند ذلك : يا سليمان هذا
أعلم هاشمي. ثم تفرق القوم.
قال مصنف هذا الكتاب : كان المأمون يجلب
على الرضا عليهالسلام من متكلمي
الفرق والأهواء المضلة كل من سمع به حرصا على انقطاع الرضا عليهالسلام عن الحجة مع واحد منهم ، وذلك حسدا منه
له ولمنزلة من العلم ، فكان عليهالسلام
لا يكلم أحدا إلا أقر له بالفضل والتزم الحجة له عليه لأن الله تعالى ذكره أبى إلا
أن يعلي كلمته ويتم نوره وينصر حجته ، وهكذا وعد تبارك وتعالى في كتابه فقال : (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا)[٢] يعني بالذين آمنوا : ( الأئمة الهداة عليهمالسلام وأتباعهم والعارفين بهم والآخذين عنهم
، ينصرهم بالحجة على مخالفيهم ما داموا في الدنيا ، وكذلك يفعل بهم في الآخرة ،
وإن الله لا يخلف وعده.
٦٧ ـ باب النهي عن الكلام
والجدال والمراء في الله
عزوجل
١ ـ أبي رحمهالله
قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن
محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو ـ جعفر عليهالسلام : تكلموا في خلق الله ولا تكلموا في
الله فإن الكلام في الله لا يزيد إلا تحيرا.