نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 434
هاد لخلقه من أهل
السماء وأهل الأرض ، وليس لك علي أكثر من توحيدي إياه قال عمران : يا سيدي أليس قد
كان ساكتا قبل الخلق لا ينطق ثم نطق؟ قال الرضا عليهالسلام
: لا يكون السكوت إلا عن نطق قبله [١]
والمثل في ذلك أنه لا يقال للسراج : هو ساكت لا ينطق ، ولا يقال : إن السراح ليضيئ
فيما يريد أن يفعل بنا لأن الضوء من السراج ليس بفعل منه ولا كون ، وإنما هو ليس
شيء غيره ، فلما استضاء لنا قلنا : قد أضاء لنا حتى استضأنا به ، فبهذا تستبصر
أمرك [٢].
قال عمران : يا سيدي فإن الذي كان عندي
أن الكائن قد تغير في فعله عن حاله بخلقه الخلق ، قال الرضا عليهالسلام : أحلت يا عمران في قولك : إن الكائن
يتغير في وجه من الوجوه حتى يصيب الذات منه ما يغيره ، يا عمران هل تجد النار
يغيرها تغير نفسها ، أو هل تجد الحرارة تحرق نفسها ، أو هل رأيت بصيرا قط رأى بصره؟
[٣] قال عمران :
لم أر هذا.
ألا تخبرني يا سيدي أهو في الخلق أم
الخلق فيه؟ قال الرضا عليهالسلام
: جل يا عمران عن ذلك ، ليس هو في الخلق ولا الخلق فيه ، تعالى عن ذلك ، وسأعلمك
ما تعرفه به ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أخبرني عن المرآة أنت فيها أم هي فيك؟!
[١] لأنه عدم الملكة
ولا يصح إلا فيما تصح ملكته ، فليس الله ساكتا ولا ناطقا بالمعنى الذي فينا حتى
يلزم فيه التغير والتركيب ، كما لا يقال للسراج : أنه ساكت حين طفئه ولا أنه ناطق
حين أضاءته ، وقوله : ( ولا يقال إن السراج ليضيئ فيما يريد ـ الخ ) كأنه تمثيل
وبيان لقوله : ( هو نور ) حتى لا يتوهم السامع من تفسيره بالهادي أن النور كون
وإحداث وراء ذاته تعالى ، بل هو هو وليس شيء غيره على ما صرح به في أحاديث الباب
العاشر وما بعده ، كما أن الضوء عين السراج لا أنه كون وإحداث وراء ذاته ،
وللمجلسي رحمهالله في تفسير
هذا الكلام غير ذلك.