نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 40
وبها احتجب عن
الرؤية ، وإليها تحاكم الأوهام ، وفيها أثبت غيره [١] ومنها أنيط الدليل [٢] وبها عرفها الاقرار ، وبالعقول يعتقد
التصديق بالله ، وبالاقرار يكمل الإيمان به ، ولا ديانة إلا بعد المعرفة ولا معرفة
إلا بالاخلاص ، ولا إخلاص مع التشبيه ، ولا نفي مع إثبات الصفات للتشبيه [٣] فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه ،
وكل ما يمكن فيه يمتنع من صانعه ، لا تجري عليه الحركة والسكون ، وكيف يجري عليه
ما هو أجراه ، أو يعود إليه ما هو ابتدأه [٤]
إذا لتفاوتت ذاته ، ولتجز أكنهه ، ولامتنع من الأزل معناه ، ولما كان للبارئ معنى
غير المبروء ، ولوحد له وراء إذا حد له أمام ، ولو التمس له التمام إذا لزمه
النقصان ، كيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الحدث ، وكيف ينشئ الأشياء من لا يمتنع
من الانشاء ، إذا لقامت فيه آية المصنوع ، ولتحول دليلا بعد ما كان مدلولا عليه ،
ليس في محال القول حجة [٥]
ولا في المسألة عنه جواب ، ولا في معناه له تعظيم ، ولا في إبانته عن الخلق ضيم ،
إلا بامتناع الأزلي أن يثنى وما لا بدأ له أن يبدأ [٦] ، لا إله إلا الله
[١] غيره بفتح الأول
وسكون الثاني مصدر بمعنى التغير أي في الأشياء أثبت التغير والاختلاف من عنده
تعالى بحسب حدودها الامكانية وباعتبارها ، وأما لولا اعتبار الحدود ففيضه الفائض
على الأشياء ورحمته الواسعة كل شيء وتوحيده الساري على هياكل الممكنات واحد ،
ويمكن أن يقرأ بكسر الأول وفتح الثاني بمعنى الأحداث المغيرة لأحوال الشيء أي في
الأشياء أثبت ذلك ، وفي نسخة ( ج ) ( عزه ) بالعين والزاي المشددة.
[٢] أنيط بالنون
والياء المثناة مجهول أناط بمعنى علق ووصل أي من الأشياء يوصل بالدليل عليه ، وفي
نسخة ( ب ) و ( د ) و ( ط ) بالنون والباء الموحدة أي من الأشياء انبط وأخرج
الدليل عليه وعلى صفاته.
[٣] أي لا نفي
لتشبيهه تعالى بالمخلوق مع إثبات الصفات الزائدة له.
[٤] في نسخة ( ط )
وفي البحار ( أو يعود فيه ـ الخ ).
[٥] من إضافة الصفة
إلى الموصوف ، والقول المحال هو القول المخالف للحق الواقع.
[٦] أي ليس في القول
بأنه تعالى بائن عن خلقه في ذاته وصفاته وأفعاله ظلم وافتراء
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 40