نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 378
وأبي بكر الخراساني
مولى بني هاشم ، عن الحارث بن حصيرة ، عن عبد الرحمن بن جندب ، عن أبيه وغيره أن
الناس أتوا الحسن بن علي بعد وفاة علي عليهماالسلام
، ليبايعوه فقال : الحمد لله على ما قضى من أمر ، وخص من فضل ، وعم من أمر ، وجلل
من عافية [١]
حمدا يتمم به علينا نعمه ونستوجب به رضوانه ، إن الدنيا دار بلاء وفتنة وكل ما
فيها إلى زوال ، وقد نبأنا الله عنها كيما نعتبر ، فقدم إلينا بالوعيد كي لا يكون
لنا حجة بعد الانذار ، فازهدوا فيما يفنى ، وارغبوا فيما يبقى ، وخافوا الله في
السر والعلانية ، إن عليا عليهالسلام
في المحيا والممات والمبعث عاش بقدر ومات بأجل ، وإني أبايعكم على أن تسالموا من
سالمت وتحاربوا من حاربت ، فبايعوه على ذلك.
قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا
الكتاب : أجل موت الإنسان هو وقت موته ، وأجل حياته هو وقت حياته وذلك معنى قول
الله عزوجل : ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)[٢] وإن مات الإنسان حتف أنفه على فراشه أو
قتل فإن أجل موته هو وقت موته ، وقد يجوز أن يكون المقتول لو لم يقتل لمات من
ساعته ، وقد يجوز أن يكون لو لم يقتل لبقي [٣]
وعلم ذلك مغيب عنا
[١] في نسخة ( و ) (
الحمد لله على ما قضى من أمره ـ الخ ) وفي نسخة ( د ) ( الحمد لله على ما قضى من
أمر ورخص من فضل وعم من أمر وحلل من غاية ).
[٣] يقال الأجل لنفس
المدة كقوله تعالى (أيما
الأجلين قضيت)
ولمنتهى المدة كقوله تعالى : (إذا
تداينتم بدين إلى أجل مسمى) فأجل الإنسان منتهى مدة حياته الذي يقع
فيه موته بالقتل أو بحتف الأنف ، وأجل أمة وقت فنائهم ، وقال قوم من المعتزلة : إن
أجل المقتول ليس الوقت الذي يقتل فيه بل الوقت الذي لو لم يقتل لبقي إليه هو أجله
، وقد ورد في آيات وأخبار أن الأجل أجلان : المقضى والمسمى ، وتفصيل الكلام في
محله ، وقال العلامة رحمهالله
في شرح التجريد : اختلف الناس في المقتول لو لم يقتل فقالت المجبرة : إنه كان يموت
قطعا وهو قول أبي الهذيل العلاف ، وقال بعض البغداديين : إنه كان يعيش قطعا ، وقال
أكثر المحققين : إنه كان يجوز أن يعيش ويجوز له أن يموت.
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 378