نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 353
يختصمون في القدر ،
فقال لمتكلمهم : أبالله تستطيع أم مع الله أم دون الله تستطيع؟! فلم يدر ما يرد
عليه ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام
: إنك إن زعمت أنك بالله تستطيع فليس لك من الأمر شيء [١] وإن زعمت أنك مع الله تستطيع فقد زعمت
أنك شريك معه في ملكه ، وإن زعمت أنك من دون الله تستطيع فقد ادعيت الربوبية من
دون الله ، عزوجل ، فقال : يا أمير المؤمنين لا ، بل بالله أستطيع ، فقال عليهالسلام : أما إنك لو قلت غير هذا لضربت عنقك.
٢٤ ـ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار
رحمهالله ، قال :
حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد
الله ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: رفع عن أمتي تسعة : الخطأ ، والنسيان ، وما أكرهوا عليه ، وما لا يطيقون ، وما
لا يعلمون ، وما اضطروا إليه ، والحسد ، والطيرة ، والتفكر في الوسوسة في الخلق ما
لم ينطق بشفة. [٢]
٢٥ ـ حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم
القرشي (ره) بفرغانة ، قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن عبد السلام
بن صالح الهروي ، قال : سأل المأمون الرضا عليهالسلام
عن قول الله عزوجل : (الذين كانت
أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا)[٣] فقال عليهالسلام
: إن غطاء العين لا يمنع من الذكر ، والذكر لا يرى بالعيون ، ولكن الله عزوجل شبه
الكافرين بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام
بالعميان لأنهم كانوا يستثقلون قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
فيه ولا يستطيعون سمعا ، فقال المأمون : فرجت عني فرج الله عنك.
[١] أي شيء مما
ادعيت من استقلالك في الأفاعيل والحركات ، وفي نسخة ( و ) و ( ج ) ( فليس إليك ـ
الخ ).
[٢] ليس المرفوع
ذوات هذه الأمور قطعا ، بل المؤاخذة أو الأحكام التكليفية أو الوضعية أو كلتاهما
كلا أو بعضا ، والتفصيل في محله ، وذكر الحديث هنا لذكر ما لا يطيقون فيه أي ما لا
يستطيعون بالمعنى الثاني المذكور في صدر الباب.